من يتابع المشهد العالمي اليوم ويقارنه بما سبق الحربين العالميتين الأولى والثانية، يلحظ تشابهاً كبيراً، لا سيما في صعود النزعات القومية المتطرفة. فقد شهدت تلك الفترات ظهور النازية والفاشية، وهو ما يمكن مقارنته اليوم بتصاعد التطرف اليميني المتمثل في شخصيات مثل ترامب ونتنياهو، وما يرافقه من توظيف للكهنوت الديني والتفسير التلمودي لخدمة الأجندات السياسية، إضافة إلى تشكّل التحالفات الجديدة التي تعكس واقعاً مشابهاً لما سبق الحروب الكبرى.
وعلى غرار ضعف عصبة الأمم آنذاك، والتي عجزت عن التصدي لتعديات ألمانيا وإيطاليا واليابان، نجد اليوم الأمم المتحدة غير قادرة على فرض قراراتها أو التصدي للانتهاكات الصارخة للقانون الدولي. وهذا ما تجلى بوضوح في تصريح ترامب، حين سئل بحدة عما إذا كانت إسرائيل ستستولي على غزة، فرد بقوة: "الولايات المتحدة ستفعل"، متجاهلاً القوانين والأعراف الدولية، ومستندًا إلى منطق القوة لا قوة الحق.
أما من الناحية الاقتصادية، فالمشهد لا يقل قتامة، إذ تتسع الفجوة بين طبقة متنفذة تمتلك مفاتيح الاقتصاد العالمي، وأكثرية مسحوقة تعاني من التهميش والفقر. ومما يزيد الطين بلة، الضعف الشديد الذي يعانيه أصحاب الحقوق المسلوبة والممتلكات المنهوبة، ما يجعل احتمالية الانفجار أقرب مما يظن الكثيرون.
قد يبدو الأمر مهولًا، لكن العوامل التي تدفع نحوه تزداد قوة، ما يجعل الخوف منه مشروعًا.