في العرف الدبلوماسي؛ تجرى المحادثات ومن ثم يتم عقد مؤتمر صحفي لتوضيح ما تمخضت عنه تلك المحادثات...
ما أقدم عليه البيت الأبيض هو عقد مؤتمرين لنتنياهو وترامب أحدهما قبل المحادثات، ولكنه كان نتيجة تواصل مسبق بينهما، والآخر بعدها.
أما في الحالة الثانية فإن غياب ترتيب مؤتمر صحفي عقب المحادثات بين جلالة الملك وترامب كان وراء تأكيد جلالة الملك الواضح والمعلن عبر صفحته الرسمية على منصة اكس عن موقفه؛ وهو موقف الأردن الثابت قيادة وشعباً، والموقف العربي الموحد برفض التهجير.
أما تلك التفسيرات والتأويلات فلا مبرر لها سوى شح الأفق، فلا اجتهاد بمعرض النص، والنص جاء واضحاً من الملك برفضه للتهجير.
وبخصوص الألفي طفل مريض فهو إشارة من الملك لترامب بأن الأردن يقوم بدوره الانساني تجاه أشقائه من واعز عروبته دون أن يملي عليه ذلك أحد، وأن ذلك البعد فقط هو الذي يمكن استقبال المرضى والجرحى من غزة.
أما فيما يتعلق بإشارة الملك للتنسيق العربي المشترك فهو رسالة ملكية لترامب بأنه لا جدوى من الاستفراد بكل قطر عربي على حده، وهو في الوقت ذاته إحياء للنظام العربي الذي دخل نوبات من الموت السريري الطويل الأمد.
الملك لا زال متمسكاً بموقفه الراسخ والواضح برفض التهجير، فلنحافظ جميعاً على وحدتنا وتماسكنا ورباطة جأشنا، وعلى ثقتنا بقيادتنا التي لا تفاوض ولا تهادن بمصلحة الأردن، ولا يزاود على عروبتنا أحد.