في يوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، نقف وقفة إجلال واحترام أمام رجال حملوا الوطن في قلوبهم، وسقوه بدمائهم الطاهرة، لتبقى رايته عالية خفّاقة. هؤلاء هم صُنّاع المجد، رجال الميادين الذين لم يعرفوا للخوف معنى، ولم يتراجعوا لحظة عن أداء الواجب.
والدي العزيز، محمد علي الربعات السردية (أبو عبد الله )، حفظك الله ورعاك وامدك بالصحة والعافية ، هو أحد هؤلاء الأبطال الذين سطّروا في سجل التاريخ صفحات من الشرف والفداء. كان جنديًا في معركة الكرامة، حين امتزجت دماء الأبطال بتراب الوطن، فكتبوا أعظم ملحمة بطولية شهدها الأردن.
لم يتوقف عطاؤه عند ذلك، بل كان سدًا منيعًا في أيلول الأسود، حيث وقف بكل شموخ مع جيش الوطن لحماية الأردن من الفتنة، مؤديًا واجبه بكل إخلاص وولاء.
وما البطولة إلا طريق محفوف بالتضحيات، فقد نال نصيبه من جراح الوطن، عندما أصيب بشظية في بطنه خلال إحدى المعارك، ليخوض بعدها رحلة علاج طويلة، لكنها لم تزدْهُ إلا صلابةً وعزيمة.
كان جُرحه وسام شرف، وكان صبره دليل قوة، ليعود واقفًا، شامخًا، كأنه جبل من جبال الأردن التي لا تنحني.
اليوم، ونحن نحتفي برجال الكرامة، نؤكد لهم أن تضحياتهم لن تُنسى، وبطولاتهم ستبقى نبراسًا يضيء درب الأجيال القادمة. أنتم من غرس فينا حب الوطن، أنتم من علمنا أن الكرامة لا تُوهب، بل تُنتزع بعزيمة الرجال.
فكل التحية والتقدير لكم، أيها الأبطال، وحفظ الله الأردن شامخًا بعزّكم ووفائكم.