في مشهد دبلوماسي بارز شهدت المملكة الأردنية حدثين مهمين يعكسان رؤيتها لتعزيز الاستقرار الإقليمي والتعاون الدولي فقد استقبل جلالة الملك عبدالله الثاني الرئيس السوري أحمد الشرع في زيارة تاريخية تفتح آفاقًا جديدة للتنسيق العربي وفي الوقت ذاته أجرى سمو ولي العهد زيارة رسمية إلى تركيا حيث التقى بالرئيس رجب طيب أردوغان لبحث سبل توطيد العلاقات الثنائية ومواجهة التحديات المشتركة
واضاف الرباع ان استقبال الرئيس السوري عودة الدفء إلى العلاقات الثنائية
في لحظة فارقة تعكس مساعي الأردن في تحقيق الاستقرار الإقليمي حلّ الرئيس السوري أحمد الشرع ضيفًا على المملكة حيث كان في استقباله جلالة الملك عبدالله الثاني الزيارة التي تُعد الأولى من نوعها منذ سنوات تطرقت إلى قضايا جوهرية تتعلق بالأمن الإقليمي وإعادة الإعمار وتنسيق الجهود لمواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه المنطقة
مصادر رسمية أكدت أن اللقاء بين الزعيمين جاء في أجواء إيجابية حيث جرى التأكيد على أهمية تعزيز التعاون المشترك وإعادة تفعيل مسارات العمل العربي المشترك كما ناقش الجانبان سبل تيسير عودة اللاجئين السوريين ودعم جهود الاستقرار السياسي داخل سوريا
وقال الرباع ان زيارة ولي العهد إلى تركيا شراكة تتجدد برؤية مستقبلية
على الجانب الآخر حملت زيارة سمو ولي العهد إلى أنقرة دلالات استراتيجية مهمة إذ التقى ولي العهد بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان حيث ناقشا تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين كما تم التباحث حول ملفات إقليمية حساسة أبرزها القضية الفلسطينية وإعادة إعمار قطاع غزة وسط توافق بين البلدين على ضرورة توحيد الجهود لمواجهة التحديات المشتركة
الزيارة جاءت في إطار مساعي الأردن لتعزيز الشراكات الاستراتيجية مع القوى الإقليمية الكبرى وفتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا والتعليم، بما ينعكس إيجابيًا على البلدين
كما إضاف خلدون الرباع ان الأردن يواصل دوره المحوري في المشهد الإقليمي
وفي تعليقه على هذه التطورات أكد الناشط والخبير في الشأن العام خلدون الرباع من العقبة أن استقبال الرئيس السوري وزيارة ولي العهد إلى تركيا يعكسان مكانة الأردن كوسيط إقليمي مؤثر قادر على تقريب وجهات النظر وتعزيز الحلول الدبلوماسية
وأشار الرباع إلى أن هذه التحركات تأتي ضمن استراتيجية المملكة للحفاظ على استقرار المنطقة وفتح قنوات الحوار بين الدول لتعزيز التعاون في مختلف المجالات كما شدد على أهمية الدور الأردني في دعم القضية الفلسطينية وضرورة توحيد الجهود لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية التي تمر بها المنطقة
واضاف الرباع ان الأردن وسيط إقليمي مؤثر
تؤكد هذه التحركات الدبلوماسية الدور المتنامي للأردن كوسيط إقليمي يسعى لجسر الهوة بين الفرقاء وتعزيز الاستقرار في منطقة تموج بالتحديات استقبال الرئيس السوري وزيارة ولي العهد إلى تركيا ليستا مجرد تحركات بروتوكولية بل تحملان رسائل واضحة مفادها أن المملكة لا تزال ركيزة أساسية في رسم معالم مستقبل المنطقة