في الأول من آذار عام 1956، اتخذ جلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، قرارًا تاريخيًا بتعريب قيادة الجيش العربي الأردني، معلنًا بداية مرحلة جديدة في تاريخ الأردن العسكري. وفي خطاب له، خاطب الملك الحسين ضباط الجيش وجنوده، قائلاً: "أيها الضباط والجنود البواسل أحييكم أينما كنتم وحيثما وجدتم ضباطًا وحرّاسًا وجنودًا، وبعد..."، مؤكدًا أن هذا القرار جاء لخدمة الجيش والوطن، ولإعلاء كلمة الحق.
وأضاف الملك الحسين أن هذا القرار يهدف إلى مصلحة الأمة الأردنية وتأكيد سيادتها، مشيرًا إلى أنه متكل على الله عز وجل في تنفيذ هذه الإجراءات الضرورية. وقد شجع الشعب الأردني قائلاً: "وهنيئًا لك جيشك المظفر الذي وهب نفسه في سبيل الوطن ونذر روحه لدفع العاديات عنك". هذه الكلمات تعكس الفخر والاعتزاز بالجيش العربي الأردني، الذي كان ولا يزال حاميًا للوطن.
لقد كان هذا القرار بمثابة نقلة نوعية في تاريخ الجيش الأردني، الذي أصبح بذلك جيشًا وطنيًا بحتًا، يعكس إرادة الشعب وتطلعاته في الحفاظ على الاستقلال والسيادة الوطنية. وختم الملك الحسين خطابه قائلاً: "مترسّمًا نهج الأولى في جعل كلمة الله هي العليا"، ما يعكس تمسكه بالقيم الدينية والروحية في حماية الأردن وتحقيق تطلعات شعبه.
تظل ذكرى تعريب الجيش العربي حاضرة في ذاكرة الأردنيين كعلامة فارقة في تاريخهم، تدل على قوة الإرادة والعزيمة التي تجسّدها القيادة الهاشمية في الدفاع عن الوطن والحفاظ على عزّته وكرامته.
وفي هذه المناسبة العظيمة، نهنئ جلالة الملك عبدالله الثاني بمناسبة ذكرى تعريب الجيش العربي الأردني، الذي يمثل أحد أبرز محطات تاريخنا العسكري. كما نعبر عن تقديرنا الكبير لقيادته الحكيمة في تعزيز أمن واستقرار الأردن، ونتمنى له دوام الصحة والعافية والنجاح في مسيرته المباركة، سائلين الله أن يمده بعونه في مواصلة تعزيز مكانة الأردن في محيطه العربي والدولي.