في الذكرى التاسعة والستين لتعريب قيادة الجيش العربي، نقف إجلالًا أمام هذا الحدث التاريخي الذي شكّل علامة فارقة في مسيرة استقلال الأردن وترسيخ سيادته الوطنية. لقد كان قرار التعريب، الذي اتخذه المغفور له الملك الحسين بن طلال عام 1956، خطوة حاسمة نحو بناء جيش وطني قوي، يعتمد على سواعد أبنائه الأوفياء، ويجسد إرادة الأردنيين في الحفاظ على استقلالهم وكرامتهم.
إن الجيش العربي الأردني لم يكن مجرد مؤسسة عسكرية، بل كان وسيبقى رمزًا للسيادة والكرامة الوطنية، وسيفًا مسلولًا في وجه كل من تسوّل له نفسه المساس بأمن الأردن واستقراره. فهو جيش العقيدة والإيمان، جيش النشامى الذين ضحّوا بأرواحهم دفاعًا عن تراب هذا الوطن، وحموا حدوده، وشاركوا في معارك الأمة، حاملين لواء العروبة والحق.
وتحت قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، القائد الأعلى للقوات المسلحة، يواصل جيشنا الباسل مسيرته المشرفة، مستندًا إلى عقيدة راسخة ورؤية حديثة تسعى لتعزيز قدراته الدفاعية والتكنولوجية، ومواكبة أحدث التطورات العسكرية. فقد أصبح الجيش العربي نموذجًا يُحتذى في الاحترافية والانضباط، وشريكًا فاعلًا في عمليات حفظ السلام الدولية، ومساندًا للأشقاء في أوقات المحن.
وفي هذه الذكرى المجيدة، نوجه التحية لكل جندي وضابط، لكل شهيد قدّم روحه فداءً للوطن، ولكل أم وأب زرعوا في أبنائهم حب الأردن والتضحية من أجله. فهنيئًا لنا بهذا الجيش العظيم، وهنيئًا للأردن بأبنائه الأوفياء، وحمى الله جيشنا وقيادتنا ووطننا العزيز.