في اليوم الثاني من أيام شهر رمضان المبارك، تستذكر نيروز الإخبارية فقيد الوطن، اللواء الركن المتقاعد ناصر الخوالدة، الذي وافته المنية في الخامس والعشرين من يونيو 2018. وقد رحل الخوالدة في سن مبكرة بعد أن قدم للوطن الكثير في مسيرته العسكرية التي امتدت لسبعة وثلاثين عاماً، ليظل رمزاً من رموز الوفاء والإخلاص للوطن وقيادته الهاشمية.
كان المرحوم اللواء الركن ناصر الخوالدة المعيار الحقيقي للجندي الأردني الذي تجسد في سيرته وعطائه أسمى معاني الولاء والانتماء. التحق بالخدمة العسكرية في عام 1973 برقم عسكري 19225، ليبدأ رحلة من العطاء والتضحية في صفوف القوات المسلحة الأردنية. في مسيرته الطويلة، تقلد الخوالدة العديد من المناصب العسكرية التي أثبت فيها قدرته العالية على القيادة والإدارة، وكان له دور محوري في العديد من الوحدات العسكرية مثل حراسات الذخيرة، ومديرية التموين والنقل الملكي، ووحدة الأمن والحماية الخاصة "المطارات".
وعلى الرغم من تعدد المناصب التي شغلها، فقد كان الخوالدة معروفاً بعمله الجاد والمخلص، حيث شغل منصب قائد كتيبة التموين والنقل الملكي، رئيساً لشعبة التدريب والنقل، وقائد مجموعات نقل الأفراد. وفي عام 2000، تم اختياره ليكون قائد لوحدة أمن ودفاع ومعسكر القيادة العامة، ليواصل تميزه في العديد من المناصب الهامة.
كما كان للواء الخوالدة دوراً في الجانب العلمي، حيث حصل على درجة البكالوريوس في العلوم العسكرية، ثم درجة الماجستير في علم الاجتماع بدرجة امتياز في عام 2001، ليختتم دراسته الأكاديمية بحصوله على درجة الدكتوراه في علم الاجتماع الطبي من الجامعة الأردنية في عام 2004.
تقلد المرحوم اللواء الخوالدة العديد من الأوسمة والجوائز العسكرية، منها "وسام الخدمة 67-71"، "وسام الاستحقاق العسكري من الدرجة الرابعة"، و"وسام الاستقلال من الدرجة الثالثة". هذه الأوسمة لم تكن فقط تقديراً لخدمته العسكرية، بل أيضاً تعبيراً عن عطاءه وإخلاصه في كافة مهامه التي تولاها.
وفي مسيرته الاجتماعية، كان الخوالدة مثالاً يحتذى به في الأخلاق، حيث كان حريصاً على مساعدة الآخرين ومد يد العون للضعفاء والمحتاجين. كان محبوباً من جميع من عرفوه، ولم يتوانَ عن تقديم النصيحة والمساعدة في كل وقت وحين. إضافة إلى ذلك، كان يولي اهتماماً كبيراً للعلم والثقافة، حيث كان محباً للقراءة وواعياً لما يدور حوله في العالم.
وأمام كل هذه المزايا والإنجازات، لا يمكن للحديث عن المرحوم ناصر الخوالدة إلا أن يكون حديثاً عن شخص كامل الأبعاد: عسكري، اجتماعي، إنساني، وعلمي. إنه نموذج للرجولة الأردنية الأصيلة، التي تمزج بين القوة والرحمة، وبين الجندية والعلم.
إن نيروز الإخبارية، وهي تستذكر هذه الشخصية الرفيعة، تدعو الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته. إنا لله وإنا إليه راجعون.