الطلبة يتجهون إلى المدارس للتعليم؛ وليس للتعرض للعنف ومواجهة الكوارث المفجعة والتعرض للمشاكل والمعاناة ، والاهانات والشتائم والاذلال ، واساءات نفسية من هنا وهناك، وأحيانا اعتداءات جنسية( ولا يوجد دراسات بذلك) ، هذه الاعمال كلها قد تحدث في مدارسنا، وينسى الطلبة أنهم ذاهبون في مهمة تعليمية جليلة .
حادثة حرق الطالب في إحدى مدارسنا ليست أول حادثة ولن تكون الاخيرة ، فالمسلسل يتواصل ، فقد واجهنا بعض المشاكل في السابق وبالذات أثناء الرحلات أو كارثة سقوط سور على طلبة أثناء فترة الاستراحة، إلى جانب غيرها من الفواجع التي هزت المجتمع الأردني، هذه الحادثة وغيرها يجب التحقيق فيها لمعرفة أين الخلل.
وهنا نحن لا نريد أن تزداد مثل هذه الظواهر المزعجة وأن تتكرر التجارب السيئة التي حدثت لطلبة المدارس عبر السنوات الماضية،لأن مثل هذه الحوادث لها تأثيراتها على الطلبة ويمكن أن تؤدي إلى رؤية مشاهد أخرى تشعر الطلبة بالخوف، والصدمة من الغرفة الصفية ومن الطلبة ومن المعلمين ومن المدرسة والبيئة المدرسية بشكل عام،وقد تمتد الأمور أكبر من ذلك وتحدث تأثيرات داخل الأسرة برفض المدرسة مهما كانت المغريات أو النتائج المستقبلية، ويصبح لدى الأباء والامهات موقف استباقي عن المدرسة بكافة تصنيفاتها، وقد تنعكس التأثيرات على المجتمع الذي يهمنا المحافظة عليه ليكون مجتمعا نظيفا بعيدا عن العنف.
في المدارس يتعرض الطلاب للتنمر والضرب وأحيانا يتعرضون للعنف اللفظي وحتى الجسدى وتهديدات بأشكال متعددة وأحيانا لاغراءات كثيرة لممارسة عادات سيئة مثل التدخين والمخدرات، وكلها تحدث ولا نعرف لماذا نهملها أو نتغاضى عنها، هل فكرنا في إعطاء حصة تدريسية لمعرفة الحالة النفسية للطلاب او كيف ينظر الطالب لزميله ؟
ما حدث في مدرسة في الرصيفةبحرق طالب شئ مؤلم جدا وهذه الحادثة شكلت صدمة كبيرة لمجتمعنا المعروف بأمنه واستقراره ، ويمكن أن يكون له تأثيرات كبيرة على البيئة المدرسية التي تحتاج الى مراجعة كبيرة للوضع النفسي والاجتماعي للطلبة في المدارس.
إن الطلبة يحتاجون إلى برامج توجيهية حتى لا ينخرطوا في مشاكل ومهاترات وكوارث ، ومن هنا فإن على وزارة التربية والتعليم أن تعزز من دور المرشد النفسي في المدارس ليكون قريبا من الطلبة داخل الغرفة الصفية ويستمع الى مشاكلهم وهمومهم ومعاناتهم داخل المدرسة أو خارجها.
البيئة المدرسة لا تتوقف عن حد معين، فهي عملية متكاملة مسؤولياتها تقع على المدرس والمدير ووزارة التربية والاسرة ..هي مشاركة مجتمعية.
لكل طالب الحق بالذهاب الى المدرسة ليمضي فترات الدراسة بعيدا عن العنف، وحتى يتعزز الشعور بالأمان على الوزارة أن تتخذ الاجراءات القانونية ضد كل من يعبث بالبيئة المدرسية.