لم يكن مجرد رجل يرتدي بدلة الغطس، بل كان روحًا معطاءة ووطنية متجسدة في شخص واحد. إنه زاهر العجالين، الغطاس الأردني الشجاع، الذي لم يتوانَ عن تلبية نداء الواجب، حتى وهو في إجازته. بعد أن سجل اسمه في تاريخ البطولات خلال حادثة البحر الميت، عاد اليوم ليعيد الحياة لطفلين غرقا في سيول غور الصافي بمحافظة الكرك، في مشهد يعكس شجاعة أبناء الدفاع المدني الأردني وتفانيهم.
بطولة متجددة.. حياة تُعاد من جديد
بالأمس القريب، أنقذ العجالين أرواحًا بريئة من مأساة البحر الميت، واليوم لم يتردد لحظة في خوض مياه السيول لإنقاذ طفلين كانا يواجهان مصيرًا مأساويًا. رغم أنه كان في إجازة، إلا أن حسه الوطني واستعداده الدائم جعلاه يتحرك بسرعة، ليخوض سباقًا مع الزمن في سبيل إنقاذ حياة صغيرة كادت أن تنطفئ.
واجب وطني بلا حدود
زاهر العجالين هو نموذج حقيقي للتضحية والإخلاص، فقد جسّد المعنى الحقيقي للإنسانية عندما قرر التدخل دون تردد، واضعًا حياته على المحك. هذا السلوك ليس بغريب على رجال الدفاع المدني الأردني، الذين يقفون دائمًا في الصفوف الأولى لمواجهة الأخطار وإنقاذ الأرواح.
تكريم مستحق واعتزاز وطني
في زمن باتت فيه البطولات الفعلية نادرة، يبقى العجالين نموذجًا مشرفًا للشجاعة الأردنية. هؤلاء النشامى يستحقون أن تُرفع لهم القبعات احترامًا وتقديرًا، وأن يُكرموا بالأوسمة الفخرية نظير تضحياتهم. فالوطن الذي ينجب مثل هؤلاء الأبطال هو وطن يستحق الفخر، وهم يستحقون أن تبقى أسماؤهم محفورة في ذاكرة الوطن.