اينما لقيتم احفاد جابر بن عبدالله بن عمرو الخزرجي الانصاري ادوا لهم تحية الوقار والاحترام والمودة ، فهم احفاد من كلمه الله بالكفاح ، واظلت الملائكة جسمه بالجناح " .
الخرابشة زمن يمتد بين حلفين ، حلف الجوابرة وحلف الحارة .
لله در الطفيلة شريانها ينبض في كل اقطار الشام ، فلسطين ولبنان وسوريا ومضارب هذا الحمى الاردني الاثيل ، فكيف لا والطفيلة رحمها العذي الكريم ما كف يوما عن ولادة القرى والعشائر .
من هنا بدأت الرحلة الخربشانية من ضئضئ جابري من قلب الطفيلة النابض بالحب والحياة من جنبات وادي زيد الى عجلون ومن ثم الى روابي وادي الحور على خاصرة السلط الشمالية الشرقية ، رحل الخربشاني في عروق الوطن وهو يحمل حبه ووفاءه بين جنبيه كتميمة لا تكف عن الحنين ، " رحلت في ساحات هذا الحب ، كم ضوء اعانقه ، وكم حلم اداعبه ، وفي مدن يقيم الله بهجتها ويصنع ماءها من نبعه المتدفق الجاري " .
الخرابشة من محتد نبيل ينهل من الصحابي الجليل جابر بن عبدالله بن عمرو بن حرام الذي شهد بيعة العقبة وبيعة الرضوان وغزا ١٩ غزوة ورافق جيوش فتح الشام ، ومفتي المدينة في زمانه والذي روى اكثر من (١٥٠٠) حديث ، وجعثن يرتوي من عبدالله بن عمرو بن حرام الخزرجي الانصاري من النقباء و الذي شهد بدر واستشهد في احد ، وكلم الله روحه بالكفاح واظلت الملائكة جسمه بالجناح .
روي عن جابر لما قتل ابي يوم احد ، لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا جابر الا اخبرك ما قال الله لابيك؟! قلت يا رسول الله استشهد ابي وترك عيالاً وديناً ، قال : الا اخبرك بما لقي الله به اباك ، قلت بلى يا رسول الله ، قال : ما كلم الله احدا قط الا من وراء حجاب وكلم اباك كفاحاً ، فقال : يا عبدي تمنّ عليّ اعطك ، قال : تحييني فاقتل ثانية، فقال الرب سبحانه وتعالى انه سبق مني انهم اليها لا يرجعون ، قال يارب فابلغ من ورائي، قال : فانزل الله تعالى " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون " .
الخربشاني همة لا تقطن الا الاكام فمنازلهم : اليزيدية ، المضري ، الحديب ، الزعتري ، المضمار ، السحلولية الخربشانية ، شفا بدران ، عين جنا ، بشرى ، سال ، وادي السير ، :
" أليس وادي الشتا حوا جآذره ولون خد ابنة الاردن دحنوني
وقرصعنة وادي الحور مورقة وعكوب وادي الزعتري جوني
والغور مدهامة جناته وانا في معشر من بني قومي ميامينِ
في موطن لا يرى الا الوفاء له ديناً الا انعم به يا شيخ من دينِ " .
الخربشاني ايثار يمتد من الطهطور الى وادي الحور :
" ايام كان الهوى العذري يكلؤني واعين الخفرات البيض ترعاني
يا مي دحنون وادي الحور حمرته قد شابها بياض طل نيسانِ
ناشدك الله ثم الاردن هل قبسا خداكِ لونهما من لونه القاني " .
وادي الحور يذرف الندى والطل والظلال ، تناديك الروابي والاشجار هلم الى وارفات الافياء ، فانا لا اجحد ظلي حتى على الحطاب ، هنا تعندل الاشجار للزوار :
" يموت الشجر واقف وكل الشجر ما مات
رياح الدهر تصرخ وهي تجرح جنوبه
لك الله يا شجر للموت ما ترخي الهامات
لقت وقفتك يا رافع الراس مهيوبه
شجوني لها مع وقفتك يا شجر وقفات
عيون النظرة مع نظرة الفكر مصحوبه " .
في وادي الحور تحدو الوهاد والغابات والمنازل للخربشاني في حميمة باذخة في التماهي :
" أرِجَ الطريق فما مررت بموضع الا اقام به الشذا مستوطنا
لو تعقلُ الشجرُ التي قابلتها مدّت محيية اليك الاغصنا ".