في زمنٍ باتت فيه القيم تتراجع أمام متغيرات العصر، يبرز الطفل قمعان محمود علي عضوب الزبن كرمز للكرم والجود، رغم صغر سنه، ليعيد للأذهان قصص الأسلاف الذين اشتهروا بمد يد العون لكل محتاج.
لا يزال قمعان في مقتبل العمر، لكنه يحمل بين جنباته قلبًا كبيرًا وروحًا سخيةً تعكس أصالة التربية التي نشأ عليها. عرف عنه منذ صغره حبه لمساعدة الآخرين، فلا يتردد في تقديم ما يملك لمن حوله، سواء أكان ذلك طعامًا، أم هدية، أم حتى كلمة طيبة تعكس طيب أصله.
الكرم في جينات العائلة
ينحدر قمعان من عائلة الزبن، إحدى العشائر المعروفة بكرمها وأصالتها، حيث توارث أبناؤها هذه الصفات جيلاً بعد جيل. وقد أثبت هذا الطفل الصغير أنه امتداد طبيعي لهذه العادات العريقة، حيث يتصرف بعفوية تنمّ عن معدن أصيل لا يعرف التكلّف ولا التصنع.
مواقف لا تُنسى
رغم صغر سنه، فإن لقمعان مواقف مشرفة، فقد شوهد أكثر من مرة وهو يقدم طعامه لأقرانه الذين لا يملكون ما يسدّ رمقهم، أو يتقاسم لعبه معهم، حتى وإن كان هو بحاجة إليها. لم يكن ذلك سلوكًا عابرًا، بل عادة راسخة في شخصيته، جعلت منه محبوبًا بين أقرانه، ومثالًا يُحتذى به حتى بين الكبار.
الكرم.. قيمة تتجدد مع الأجيال
قصة قمعان الزبن ليست مجرد حكاية عابرة، بل هي تأكيد على أن القيم النبيلة لا تزال تعيش بيننا، تتجسد في أفعال الصغار قبل الكبار. إنها رسالة بأن الجود لا يُقاس بالعمر، بل بالقلب الذي يحمل الخير للجميع.
في مجتمع يحتاج إلى أمثال قمعان، يبقى الأمل قائمًا بأن الجيل القادم سيحمل راية الكرم والجود، تمامًا كما فعل الأجداد، وكما يفعل اليوم هذا الطفل الصغير، الذي أثبت أن العطاء لا يحتاج إلى ثراء، بل إلى قلبٍ نابض بالمحبة والإنسانية.