منذ بداية ظهور الحركة الصهيونية في فلسطين، والأردن وعشائرهُ تقدم الدعم لثوار وأهل فلسطين سواء بالمال او السلاح اضافة إلى من التحق بالثوار على ارض فلسطين ومنذ ثورة البراق بقيادة القائد عبد القادر الحسيني رحمه الله وتلازم الموقف الشعبي بين الأردن وفلسطين واستمرار النضال المشترك ووحدة الدم والمصير، يحكم العلاقة بين شعبين بروح واحدة، ورغم النكبة في عام 1948 وما قدمه الجيش الأردني بامكانياته المتوفره في ذلك الوقت وتمكنه من الحفاظ على اراضي الضفة الغربية والقدس أملا في تلاحم الموقف العربي ودعم القضية وتحرير ما ضاع بمؤامرة عالمية قدمت كل أشكال الدعم للكيان المحتل إلا ان هناك أنظمة كان الأمر لا يعنيها وابقت على الأردن شعبا وقيادة في مواجهة الصهيوني المحتل ومن خلفه أنظمة عالمية داعمه له بكل أشكال الدعم العسكري والمالي حتى جعلت منه قوة عسكرية لا يوجد لها منافس بالمنطقة، حينها ورغم علم الكثير بهذا الاستعداد الكبير، تُرك الأردن وحيداً وجها لوجه دون دعم عربي حقيقي يرقى لحجم التحديات حتى أصبنا بهول النكسة بالعام 1967 بدعم عربي خجول، فاستولى الكيان على ما تبقى من أرض فلسطين واستقبل الأردن اكثر من 3 مليون لاجيء ونازح عبر تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني، وقدم لهم كل ما يقدمه الأخ لاخيه،
لم تقف اطماع الصهيونية عند هذا الحد بل طمعت غطرستهم بان يهجموا على الاردن في العام 1968 املا في احتلال جزء من ارضيه حتى دقت ساعة الكرامة التي اعادت للأمه كرامتها والحقت اول هزيمة معلنه وحقيقية بالكيان رفعت من معنويات ليس الأردنيين فقط بل الأمة العربية جمعاء، وتجلت بنصر اكتوبر عام 1973 ومنذ ذلك الوقت توقف المد الصهيوني تجاه الشرق والغرب لانه اعاد حساباته حتى لما بعد الدخول بمعاهدات سلام فرضتها طبيعة المرحلة واختلال موازين القوى العالمية بعد سقوط الاتحاد السوفييتي وتفككه وبروز القطبية الواحدة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية الداعم الأول للكيان، فكان حجم الضغط يتطلب فترة مناوره سياسية للجميع، ما دفعهم لتوقيع اتفاقيات سلام أملا في تجاوز هذه المرحلة الصعبة وهدنة لحين تغير المناخ العالمي، وبعد اندلاع حرب عزة الأخيرة لم يقف الأردن قيادة وشعباً مكتوف الأيدي بل قدم كل الدعم السياسي والإنساني للأهل في غزة وتصدر جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المشهد بنفسه ولم يعدم وسيلة لمحاولة إيقاف العدوان على أهل غزة بكل المحافل الدولية والإقليمية رغم صمت كل الأنظمة العربية والإسلامية حتى ان الأردن وضع بعين العاصفة من تضيق عليه بكل الطرق الممكنة حتى من أنظمة عربية، بهدف تغيير الموقف التاريخي للأردن تجاه القضية الفلسطينية وقبول حلول سياسية ليس على حساب الأردن فحسب، بل وعلى حساب صمود الشعب الفلسطيني وحقه بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس حسب مقررات الشرعية الدولية والقرارات الدولية المتعلقة بحقوق الشعب الفلسطيني والتي ضربت بعرض الحائط تحت صمت دولي مشين بما يحدث قي غزة، ورغم ذلك فقد بقي الموقف الأردني صلبا تجاه القضية الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني على ارضه ورفض التهجير القسري رغم الضغط الدولي على القيادة السياسية إلا ان التفاف الشعب الأردني بشتى اصوله ومنابته خلف جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله فوت الفرصة على اصحاب مخطط التهجير القسري ودفع بهم لتغيير أدوات المؤامرة على الأردن وفلسطين من خلال عملاء وغوغائيين بهدف إذاعة الفتنه في الشارع الأردني ومحاولة زعزعة الثقة بالأجهزة الأمنية الأردنية ساعين نحو خلق حالة توتر في الداخل الأردني تسهل الوصول الى خطتهم في تهجير الشعب الفلسطيني، وقد حذر جلالة الملك في مواقف كثيرة من اعوان الخارج ممن يأتمرون بأمر تلك الجهات حتى بدأت ألسنتهم القذرة تتطاول على الموقف الأردني والأجهزة الأمنية الأردنية وللأسف انجر خلفها ودون وعي او تفكير، أشخاص على مبدأ القطيع الذي لا يعي ما يفعل للأسف . واخيراً ان من دافع عن فلسطين عبر تاريخها النضالي لن يقف عند كل المؤامرات التي حاولت وتحاول ثنيه عن الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني بالعودة والعيش على أرضه وكل من يحاول التشكيك بهذا الموقف والدفع بمواجهة مباشرة مع الكيان المحتل، لا يريد بالقضية الفلسطينية خيرا، بل هدفه المسموم هو إضعاف آخر خط ممانعة ومواجهة حقيقية لأطماع الصهيونة في المنطقة، فاحذروا من خطورة دس السم بالعسل واستغلال عواطفكم فهم ليسوا حريصين على فلسطين بل يهدفوا لاضعاف اخر من يقف داعما لفلسطين.
حمى الله الاردن قيادة وشعبا ونصر الله اهلنا بفلسطين واذل اعوان الخزي والعار أبواق الصهيونية المأجورة المتآمرين على الأمة كلها.