عانت سوريا كثيرا خلال السنوات الماضية، والتخوفات والتحديات ما زالت قائمة في ظل آمال بأن ألا تتحول سوريا إلى حقل تجارب لتحقيق أحلام سياسية غير مناسبة كما قال أحمد الشرع.
ولا أحد يختلف أن الرهان الحقيقى على وحدة سوريا واصطفاف السوريين لمواجهة مخططات التقسيم، وأحلام القوى الفاعلة التي لا تريد إلا النفوذ والمصالح، والكل يتفق أن هذا لن يتحقق إلا بوحدة السلاح واحتكاره بيد الدولة، وإعادة الدولة الوطنية من جديد لسوريا.
ولا أحد يختلف أيضا على أن لإسرائيل على وجه الخصوص في سوريا أحلام وأطماع، وذلك الاستفادة من التطورات الأخيرة واحتلالها لمرتفعات الجولان وجبل الشيخ وتدخل نتنياهو المستمر في الشأن السورى أو باختراقه الأجواء السورية بالقصف والتدمير والتوسع في ضم الأراضى، وهو ما يستلزم بالضرورة مواجهة هذا العدوان بالاصطفاف والتوحد بين الأشقاء في سوريا.
وأن يتم الانتباه إلى أن العدوان الإسرائيلى حدد مطامعه ورسم خططه لتقسيم سوريا إلى كنتونات بحجة حماية الأقليات، وذلك لبناء تحالفات محلية تدعم مصالحه الإقليمية، وليس بتصريح نتنياهو بأنه سيحمى الدروز ببعيد..!!
وأيضا ليس ببعيد سعى إسرائيل إلى السيطرة على السدود السورية القريبة من الحدود، لتعزيز أمنها المائى، وإنشاء "مجال نفوذ استخباراتي" يمتد إلى عمق 60 كيلومترا داخل الأراضي السورية، يشمل العاصمة دمشق ومطارها.
وأخيرا.. نقول : إن عدم انتباه الأشقاء في سوريا لمخططات العدو الإسرائيلى طامة كبرى، خاصة أنه يسعى إلى إضعاف سوريا والحد من قدراتها، وهو ما أعلن عنه جهارا من خلال طلب علنى من البيت الأبيض بضرورة إضعاف سوريا، وكذلك إرسال وفد إلى روسيا للتنسيق والتعاون بشأن سوريا، ما يعنى أن إسرائيل تريد تطبيق استراتيجية الفوضى في الأراضى السورية من خلال جعل مصيرها بيد قوى خارجية فاعلة لا بيد أبنائها.. لذا الانتباه واجب وإلا الخطر آتٍ لا محال.