في الثامن من آذار من كل عام، يقف العالم ليحتفي بالمرأة، ليحيي نضالها الطويل من أجل العدالة والمساواة والكرامة الإنسانية. لكن، في زوايا عديدة من هذا العالم، لا تزال المرأة العربية تناضل من أجل حقها الأساسي في الحياة، في الأمن، في البقاء. ليست كل امرأة تعيش في كنف السلام والحقوق، فهناك من تعيش في قلب المعاناة، تحت وطأة الاحتلال والظلم والاستبداد.
المرأة الفلسطينية: أيقونة الصمود والمقاومة
في فلسطين، حيث الاحتلال الصهيوني يحاول طمس الهوية وسحق الكرامة، تقف المرأة شامخة، تتحدى القهر، تجمع أشلاء عائلتها بعد القصف، تودع أبناءها على أمل أن يعودوا، تربي أجيالاً على حب الوطن والحرية. هي الأسيرة التي تعاني في زنازين الاحتلال، وهي الأم التي تحفر في الصخر لتبني جيلاً يرفض الانكسار.
في غزة، تحاصر المرأة بين الجوع والخوف والموت، لكنها تظل واقفة، تصنع الحياة من الركام، وتواجه القصف بثبات . في القدس، هي الحارسة للأقصى، لا ترهبها الهجمات ولا تغادر ساحاته، بل تبقى صامدة، ترفع صوتها عاليًا في وجه المحتل. وفي الشتات، تحمل الوطن في قلبها، وتبني حيثما حلت، لتؤكد أن فلسطين لا تموت.
المرأة العربية: صامدة في وجه الحروب والاستبداد
ليست المرأة الفلسطينية وحدها من تعاني، فالمرأة العربية في دول الصراع تواجه هي الأخرى ويلات الحروب والقهر والدمار، لكنها رغم ذلك، تظل روح المقاومة والأمل.
في السودان، تواجه المرأة الفقر والنزوح والاضطهاد، لكنها تصمد، تربي أبناءها في قلب المعاناة، وتناضل من أجل حقوقها في مجتمع تتلاشى فيه ملامح الاستقرار.
في سوريا، حيث الحرب أكلت الأخضر واليابس، تعيش المرأة بين الموت والتشرد، لكنها لم تستسلم، بل أعادت بناء حياتها رغم كل الخسائر.
في ليبيا، تحارب المرأة من أجل البقاء في ظل الفوضى والاقتتال، تعيش بين تهديد السلاح وانعدام الأمان، لكنها تظل صوتًا يطالب بالسلام والعدالة.
• في اليمن، تواجه المرأة الفقر والأوبئة ، لكن رغم ذلك، تحمل عائلتها فوق كتفيها، تسعى لإطعام أطفالها، وتصر على الصمود رغم الدمار.
كذلك في العراق، تئن المرأة بين الاحتلال والمليشيات والنزاعات، تقاتل المرأة للحفاظ على كيانها، تحمي أطفالها، وتبحث عن غد أفضل رغم الدمار.
تحية للمرأة في يومها العالمي
في هذا اليوم، لا نحتفل فقط بإنجازات المرأة، بل ننحني إجلالًا للمرأة التي لم تترك الميدان، التي لم تستسلم رغم الجراح، التي ظلت قوية رغم كل الألم. .
ليست كل امرأة امرأة، بل المرأة التي تصنع الحياة رغم الموت، التي تبني رغم الدمار، هي وحدها تستحق أن يقال عنها: امرأة بألف رجل.