في صفحات التاريخ العسكري الأردني، يبرز اسم المشير الركن عبدالحافظ مرعي الكعابنة كأحد أعمدة القوات المسلحة الأردنية، رجلٌ شكّل بصمته في ميادين الشرف، وصاغ ملامح مرحلة مهمة في تاريخ الجيش العربي.
محطات بارزة في مسيرة الكعابنة
وُلد الكعابنة عام 1937 في محافظة مأدبا، والتحق بالقوات المسلحة الأردنية عام 1954، حيث تنقّل في مختلف التشكيلات العسكرية، ليصل إلى أعلى المناصب القيادية، حيث شغل منصب رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأردنية بين عامي 1993 و1999، وهي الفترة التي شهدت تطورات استراتيجية عزّزت من قدرات الجيش الأردني.
قيادة وتكريمات محلية ودولية
خلال خدمته، حمل الكعابنة راية التطوير العسكري، حيث عمل مساعدًا لآمر كلية القيادة والأركان، ومديرًا للتدريب العسكري، كما شغل منصب مساعد رئيس هيئة الأركان للاستخبارات. ولم تقتصر مساهماته على الأردن، بل امتدت إلى الإمارات العربية المتحدة، حيث قاد كلية زايد الثاني العسكرية في الفترة من 1975 إلى 1978، وحظي بتكريم رسمي عام 2012 تقديرًا لدوره في تطوير التعليم العسكري هناك.
حكيمٌ في الميدان ومستشارٌ في الدولة
بعد تقاعده من الخدمة العسكرية، لم يبتعد الكعابنة عن دوره الوطني، حيث اختير مستشارًا عسكريًا للملك عبد الله الثاني، وكان عضوًا في مجلس الأعيان لعدة دورات بين عامي 2001 و2010، ليبقى في دائرة صنع القرار، مسهمًا بخبرته في رسم السياسات الدفاعية والأمنية.
إرث خالد في ذاكرة الوطن
في 25 مارس 2016، فقد الأردن أحد رجالاته العظام، لكن إرث المشير الركن عبدالحافظ الكعابنة لم يغب، فمآثره وإنجازاته ما زالت شاهدة على عقودٍ من البذل والتضحية. واليوم، تستذكر نيروز الإخبارية هذا القائد الكبير، الذي حفر اسمه في سجل الشرف العسكري، ليبقى قدوة للأجيال القادمة، ونموذجًا للقائد الذي يجمع بين الحكمة، والقوة، والوفاء للوطن.