في تاريخ الشعوب، هناك شخصيات تترك بصمة لا تُمحى، لا بسبب المناصب التي شغلوها فقط، ولكن بسبب الأثر الذي يتركونه في قلوب الناس وأفعالهم التي تشهد على معدنهم الأصيل.
ومن بين هؤلاء الرجال الذين تركوا إرثًا لا يُنسى في خدمة وطنهم ومجتمعهم، يبرز اسم الرائد المتقاعد فالح عيد الشموط، أحد رجالات البادية الأردنية الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية الأمن وخدمة الناس، سواء خلال مسيرته العسكرية أو بعد تقاعده من الخدمة الرسمية.
محطات مشرقة في مسيرته العسكرية
خدم الرائد فالح عيد الشموط بإخلاص في قيادة قوات البادية الملكية، التي تمثل خط الدفاع الأول لحماية الحدود وحفظ الأمن في مناطق البادية الأردنية. وخلال فترة خدمته، تولى قيادة عدة مناطق، من أبرزها مقاطعة الموقر، حيث أثبت جدارته كقائد ميداني يتمتع بالحكمة والعدل، مما أكسبه احترام مرؤوسيه وزملائه والمجتمع المحلي على حد سواء.
لم يكن مجرد قائد عسكري يؤدي واجبه فقط، بل كان أيضًا أبًا وأخًا لكل من عرفه، يتعامل مع الناس بروح المسؤولية والإنسانية، ويحرص على تحقيق العدل والمساواة بين الجميع. وكان يحظى بسمعة طيبة بفضل أخلاقه الرفيعة وتفانيه في العمل، حيث كان يعمل بلا كلل لضمان الأمن والاستقرار في المناطق التي تولى قيادتها.
نشاطه الاجتماعي وإرثه بعد التقاعد
بعد تقاعده من الخدمة العسكرية، لم يتوقف الشموط عن العطاء، بل انتقل إلى مجال أوسع من الخدمة العامة، حيث أصبح شخصية اجتماعية معروفة بنشاطها في إصلاح ذات البين، والسعي إلى حل النزاعات بين الناس بالحكمة والموعظة الحسنة.
كان وسيط خير في كثير من القضايا، وساهم في لمّ الشمل بين العائلات والقبائل، مما عزز مكانته كأحد رجال الإصلاح البارزين في مجتمعه.
كما كان من النشطاء الاجتماعيين الذين يسعون لمساعدة الناس، سواء من خلال المبادرات الخيرية أو تقديم النصح والإرشاد، حيث كان دائمًا حاضرًا في أفراح الناس وأتراحهم، مؤمنًا بأن الترابط الاجتماعي هو حجر الأساس لبناء مجتمع قوي ومتماسك.
القيم والمبادئ التي رسخها
تميز الرائد فالح عيد الشموط بالقيم الأصيلة المستمدة من عادات وتقاليد البادية الأردنية، التي تقوم على الكرم، الشجاعة، الصدق، الوفاء، واحترام الكبير. كان مثالًا للقيادة الحكيمة التي تعتمد على الحكمة في اتخاذ القرار، والعدل في التعامل مع الجميع.