في حدث تاريخي، شارك الرئيس الألماني في إفطار اليوم الذي أقيم في مسجد فيلميرسدورف، الذي يعد أقدم مسجد في ألمانيا، وذلك في إطار احتفالاته بمرور 100 عام على تأسيسه. وحضر الإفطار عدد من الشخصيات البارزة من مختلف المعتقدات الدينية والثقافية، مما جعل المناسبة تجمع بين الأديان المختلفة في رسالة من السلام والتسامح.
وقد ألقى الرئيس الألماني كلمة عبر فيها عن شكره وتقديره للدعوة التي تلقاها للمشاركة في هذا الإفطار المبارك. وقال: "يسعدني أن أكون هنا معكم في هذا المكان التاريخي، الذي لا يمثل فقط مكانًا للعبادة، بل أصبح مركزًا للحوار بين المسلمين وغير المسلمين. هذا المسجد منذ تأسيسه في عشرينيات القرن الماضي، أسهم في بناء جسور التواصل بين الأديان والثقافات المختلفة."
وتابع الرئيس الألماني قائلاً: "يعد هذا الحدث فرصة للاحتفال بروح التسامح والانفتاح التي نشأت في هذا المكان، والتي كانت سمة مميزة له منذ إنشائه. في الفترة التي تلت الحرب العالمية الأولى، بدأ هذا المسجد في تسليط الضوء على أهمية الحوار الديني، وكان ولا يزال مرجعًا مهمًا في تعزيز التعايش المشترك."
كما أشار الرئيس إلى التاريخ العميق للمسجد، الذي شهد تحولات فكرية ودينية كبيرة منذ نشأته. وأضاف أن "الدين ليس مجرد مجموعة من المعتقدات، بل هو أيضًا نظام يحدد إيقاع حياتنا ويمنح الزمن معنى أعمق، كما يظهر ذلك في شهر رمضان أو الأعياد الدينية الأخرى التي تعد نقاطاً محورية في حياة المؤمنين."
وأكد الرئيس الألماني أن الإسلام جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي في ألمانيا، حيث يعيش في البلاد نحو خمسة ملايين ونصف مليون مسلم. وأوضح قائلاً: "الإسلام جزء من ألمانيا، وهذه الحقيقة واضحة في جوانب الحياة اليومية، من تقاليد وممارسات دينية، مثل تقويم رمضان للأطفال المسلمين."
وختامًا، دعا الرئيس إلى تعزيز ثقافة الحوار والانفتاح على الآخرين، مؤكداً أن الدعوة لتبادل لحظات الفرح والإفطار لا تعني التنازل عن العقيدة، بل على العكس تعزز فهم الآخر واحترامه. وقال: "في نهاية المطاف، كل الأديان تتطلع إلى هدف واحد: السلام والتعايش في محبة."
كما شهد الحفل كلمة من السيدة غيرديين يونكر، التي تحدثت عن تاريخ المسجد ودوره الكبير في بناء مجتمع مفتوح ومتعدد.