سألني إبني ذات يوم عن الإستحمار وهل هو حمار ام أنه يتم إستحماره من إدارة السير في مديرية الأمن العام بعد رسوبه للمرة السابعة في امتحان قيادة السيارات علما بأن هناك أشخاص إستنفذوا الثلاثين محاوله ويحملون شهادات عليا ولم ينجحوا بإمتحان قيادة السيارات بل ان بعضهم كما سمعت يحمل شهادات عليا في قيادة الطيارات ورسب بإمتحان القيادة.
أجبت ابني بأن معرفتي به تشير إلى أنه ليس حمار مع احترامي وتقديري للحمير التي هندست الشوارع الطرقات منذ آلاف السنين...خاصه ان معدلات ابني في المدرسة لم تقل عن التسعين وأن تحصيله في الثانويه ٧٦ وأن لديه مهارات تقنيه في العمل تشير إلى تميزه وذكائه وأنني لا أتوانى عن منحه سيارتي ومنذ سنوات ومن حمد الله وفضله لم يجري ولو حادث بسيط فيها.
ومن خلال فهمي لمبدأ العله في فهم الأحكام حاولت أن اضع بعض التصورات لأسباب رسوب معظم المتقدمين لإمتحان قيادة السيارات في مديرية السير مستبعدا نظرية الإستحمار كون أغلب البشر أذكياء بحكم الفطرة ؛ فإقترحت سبب الجباية إلا انني صدقا لم أقتنع بأن حكومة المملكة الأردنية الهاشمية تستحمر مواطنيها من أجل المال فقلت قد يكون الممتحنون يصعبون الإمتحان إلا أنني إستبعدت ذلك لفشل نظرية التعميم في إصدار الأحكام فأرجعت الأمور إلى المسؤولين وأوامرهم إلى الممتحنين خاصه أن نسب النجاح تفاوتت ما بين الإدارات إلا أنني إستبعدت ذلك كون هذه الفكره ترجعني إلى نظرية الإستحمار والتي سبق وأن إستبعدتها سابقا... عندها توقفت عن التفكير وتذكرت مقولة ( كل ما أغزك بين الرماح تنكص مع القصيب ) ونصحت إبني بأن يتوقف عن التقدم لإمتحانات القياده حفاظا على معنوياته لأن العلة ليس فيه.. أكيد .
أثقلت عليكم بهواجسي وتحليلاتي إلا أن مثل هذا الموضوع يوجع الحكماء من البشر خاصة اننا في القرن الواحد والعشرين والمفروض أن هناك تقييم للنتائج والمسؤولين وإنجازاتهم وإستمرارهم في الإدارة وهو ما يخفض قيم الفشل ويزيد من قيم النجاح في السياسه والإداره والحياه العامة فأين حكومتنا من كل ذلك عندها تذكرت المثل الشعبي الذي يقول ( كل ما أغزك مع الرماح تنكص مع القُصيب ) .