شنت القوات الأمريكية غارات جديدة على مواقع للحوثيين ومناطق تحت سيطرتهم، في ثالث محافظة يمنية خلال ساعات، بعد استهدافها للعاصمة صنعاء ومحافظة صعدة، مما أسفر عن ارتفاع عدد الضحايا.
وسائل إعلام تابعة للحوثيين أكدت أن الغارات استهدفت أطراف مدينة ذمار ومديرية عنس في محافظة ذمار، مشيرة إلى تجدد الضربات على صعدة شمالي اليمن.
وبحسب جماعة الحوثي، ارتفع عدد الضحايا إلى 13 قتيلا و9 جرحى من المدنيين جراء الغارات الأمريكيية، معظمهم في صنعاء، التي قالت الجماعة إن إحدى الغارات استهدفت حيا سكنيا.
ووفقًا لتقرير نشرته وكالة "رويترز" عن مسؤولين أمريكيين، فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أذن باتباع نهج أكثر عدوانية تجاه الحوثيين مقارنةً بالإدارة السابقة. كما نفذت الضربات جزئيًا باستخدام طائرات مقاتلة من حاملة الطائرات "هاري إس ترومان" في البحر الأحمر.
وأكدت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين أمريكيين أن جماعة الحوثي، رغم دعم إيران لها، تعتبر جهة مستقلة وقد لا تستجيب دائمًا لتعليمات طهران.
فيما صرح البنتاغون بأن الرئيس ترامب أمر بالعمليات العسكرية دفاعًا عن سلامة الشحن البحري، وردعًا للتهديدات ضد المصالح الأمريكية. من جانبه، أشار مساعد وزير الدفاع الأمريكي إلى أن إدارة بايدن تركت تهديدات الحوثيين دون رد، ولكن في عهد ترامب ووزير دفاعه، سينتهي هذا التراخي.
وأفادت "سي إن إن" نقلاً عن مصدر مطلع، أن الهجمات على الحوثيين ليست حالة استثنائية بل هي بداية لسلسلة من الهجمات التي ستستمر لأيام أو أسابيع، دون أن تشمل غزوًا بريًا في اليمن. كما تم التأكيد على أن الهجمات ستكون موجهة بشكل استراتيجي.
من جهتها، قالت "وول ستريت جورنال" إن من بين المواقع المستهدفة في الضربات الأمريكية كانت منازل لقياديين حوثيين في صنعاء.
وكانت وسائل إعلام تابعة للحوثيين قالت إن "عدوانًا أمريكيًا بريطانيًا استهدف حيًا سكنيًا في مديرية شعوب شمال العاصمة صنعاء وأسفر عن سقوط ضحايا"، فيما ذكرت مصادر أخرى أن غارة أمريكية استهدفت مقرا للمكتب السياسي للحوثيين بحي الجراف شمالي صنعاء.
وبدأت الولايات المتحدة تنفيذ ضربات عسكرية واسعة النطاق ضد عشرات الأهداف في اليمن التي تسيطر عليها جماعة الحوثي المدعومة من إيران، وفقاً لتقارير إخبارية محلية ومسؤولين أميركيين كبار.
وذكرت وسائل إعلام غربية، أن الضربات الجوية والبحرية، التي أمر بها الرئيس دونالد ترمب، استهدفت أنظمة الرادار والدفاعات الجوية والصواريخ والطائرات المسيرة، في محاولة لإعادة فتح طرق الشحن الدولية في البحر الأحمر، التي عرقلها الحوثيون على مدى أشهر من خلال هجماتهم. وكانت إدارة بايدن قد شنت ضربات مماثلة ضد الحوثيين، لكنها أخفقت إلى حد كبير في استعادة قوة الردع في المنطقة.
وصرّح المسؤولون الأميركيون بأن القصف، وهو أكبر عمل عسكري في ولاية ترمب الثانية، كان يهدف أيضاً إلى توجيه رسالة تحذيرية إلى إيران. ويسعى ترمب إلى إبرام اتفاق مع إيران لمنعها من امتلاك سلاح نووي، لكنه لم يستبعد اللجوء إلى العمل العسكري إذا رفضت طهران التفاوض.
وأضاف المسؤولون الأميركيون أن الضربات الجوية ضد ترسانة الحوثيين، التي يقع جزء كبير منها في مخابئ تحت الأرض، قد تستمر لعدة أيام، مع احتمال تصعيدها بناءً على رد فعل الحوثي. وكانت وكالات الاستخبارات الأميركية قد واجهت صعوبات في السابق في تحديد مواقع أنظمة الأسلحة الحوثية، والتي يتم تصنيعها في مصانع تحت الأرض وتهرب من إيران.
وقال مسؤولون أميركيون إن الضربات جاءت نتيجة سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى في البيت الأبيض هذا الأسبوع بين ترمب وكبار مستشاري الأمن القومي، بمن فيهم نائب الرئيس جاي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي مايكل والتز، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، والجنرال مايكل إي. كوريلا، قائد القيادة المركزية الأميركية. ووافق ترمب على الخطة يوم الجمعة.
وأضافوا، أن الضربات نُفّذت بواسطة مقاتلات من حاملة الطائرات "هاري إس. ترومان"، التي تتواجد حالياً في شمال البحر الأحمر، بالإضافة إلى طائرات هجومية تابعة لسلاح الجو وطائرات مسيّرة مسلحة أُطلقت من قواعد في المنطقة.