في هذا الشهر الفضيل، شهر رمضان المبارك، تستذكر نيروز الإخبارية الفارس الراحل الحاج علي حويلة الزبن، ذلك الرجل الذي ترجل عن ساحات الحياة تاركًا وراءه سيرة عطرة تفوح برائحة الطيبة والمحبة في قلوب الجميع.
كان المرحوم الحاج علي حويلة الزبن أحد أبرز الشخصيات التي خدمت في قيادة البادية، حيث شغل منصب رئيس قسم العشائر في مستشارية العشائر، وكان له دور كبير في دعم الوحدة الوطنية والعمل على تعزيز العلاقة بين العشائر ومؤسسات الدولة. خدم إلى جانب عدد من القامات الوطنية الكبرى مثل حميدي باشا الفايز والأمير غازي بن محمد والشريف فواز، واستمر في عطائه حتى أحيل على التقاعد في عام 2009 بناءً على طلبه.
كان الحاج علي حويلة الزبن مثالًا في العطاء والتفاني، وله من الأبناء النقيب مجلي حمود مشعل الزبن وعبد العزيز علي حويلة الزبن. كما أن له أشقاءً غاليين هم الشيخ حسن حويلة، والنائب سليمان، والمرحوم محمد، وبدر، والمرحوم عبدالله حويلة الزبن.
وعلى الرغم من رحيله، إلا أن الحاج علي حويلة الزبن سيظل حاضرًا بيننا بحب وذكرى لا تموت بموت الجسد. فهنا، في قرية نتل، التي لطالما كانت محطًا لذكرياته الطيبة، تبكيه الأرض والسماء مع كل مطلع فجر، وتحكيه الرياح التي تعانق أغصان الزيتون التي زرعها في هذه الأرض الطيبة. تلك الأرض التي شهدت تفانيه، حيث سقاها من روحه ودمه، فأنبتت حبًا خالدًا لا يموت.
ما الفائدة من الرثاء ونحن لا نملك سوى كلمات بسيطة ودعاء طيب؟ لكنه دعاء من القلب لمن وهب الجميع الحياة دون مقابل، وقدم لنا دروسًا في العطاء والتضحية. لن ننسى أبا مجلي، الذي سيظل حاضرًا في كل مكان وزمان، وصوت ذكره يعلو كالشرف في قلب كل من عرفه.
في هذا الشهر الفضيل، نتوجه إلى الله عز وجل بالدعاء أن يتغمد المرحوم الحاج علي حويلة الزبن بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته. إنا لله وإنا إليه راجعون.