الصورة في عمر ١٨ عام @@ بين زمن الألبومات الورقية وذاكرة الهواتف الرقمية
بقلم : د.سهام الخفش
تمر السنوات كلمح البصر، نحمل ذكرياتنا في قلوبنا، لكننا اعتدنا أن نوثقها بالصور، فتبقى شاهدة على لحظات صنعت جزءًا من حياتنا. في زمن مضى، كان الذهاب إلى استوديو التصوير حدثًا بحد ذاته، خاصة عندما يكون الاستوديو شهيرًا كـ”هايك” في وسط عمّان، حيث كانت الصور تُلتقط بعناية، ثم تُرتّب في ألبومات خاصة، نحتفظ بها وكأنها كنز لا يُقدَّر بثمن. كنا نقلب صفحات تلك الألبومات في لقاءات العائلة، نسترجع الضحكات، نروي الحكايات، ونستمتع بسحر اللحظة التي وثّقتها عدسات المصورين المحترفين.
أما اليوم، فقد أصبحت الصور مجرد ملفات رقمية محفوظة في هواتفنا، نلتقط العشرات وربما المئات منها يوميًا، لكنها بلا روح، لم يعد هناك ذلك الشوق لموعد التصوير، أو انتظار تحميض الصور، أو وضعها في إطار جميل على رفٍ في المنزل. أصبح كل شيء سريعًا، خاليًا من الشعور، ومهددًا بالضياع بضغطة زر أو بفقدان الهاتف.
في الماضي، كانت الصورة تحمل طابعًا خاصًا، وكان الاحتفاظ بها يعني الاعتناء بها، أما الآن فقد أصبحت مجرد بيانات مخزنة، وحين نفقدها، نشعر وكأن جزءًا من حياتنا قد تلاشى. ليتنا نعود إلى ذلك الزمن، إلى لحظات كنّا نقدّر فيها قيمة الصورة، ونشعر بفرح امتلاكها، لا بقلق فقدانها.