في شهر رمضان المبارك، نستذكر معًا العديد من اللحظات التي تفيض بالبطولة والتضحية، ومن أبرز تلك اللحظات الخالدة في تاريخنا العربي والإسلامي كانت معركة الكرامة التي شهدت بطولات لا تُنسى. وفي هذا السياق، كان الشهيد البطل الملازم أول محمد هويمل الزبن، أحد أبرز الأبطال الذين شاركوا في تلك المعركة المصيرية.
الزبن: معركة الكرامة أسطورة الصمود والانتصار
تحت عنوان "الشهداء منارات تضيء سماء الوطن"، تواصل "وكالة نيروز الإخبارية" في إبراز تضحيات الأبطال الذين دفعوا أرواحهم في سبيل الوطن. ومن بين هؤلاء الأبطال، يبرز الشهيد الملازم أول محمد هويمل الزبن، الذي قدم دروسًا في الإيثار والشجاعة والفداء. وفي لقاء خاص مع شقيقه الشيخ حتمل هويمل الزبن، الذي تحدّث عن قصة استشهاد شقيقه في معركة الكرامة.
قال الشيخ حتمل: "كان شقيقي الشهيد محمد هويمل الزبن نموذجًا في الإيثار والتضحية، فقد كان قائد سرية في المعركة. وعلى الرغم من أنه لم يمر وقت طويل على زفافه، إلا أنه بمجرد سماعه عن دق طبول الحرب مع العدو، قرر أن يضع نفسه في خدمة الوطن والدفاع عن أرضه بكل عزم وإصرار."
ويضيف الشيخ حتمل: "لقد آثر شقيقي على نفسه، وقال لي إنه لا يمكن أن يظل في مكانه بينما العدو يهدد وطنه، وقرر أن ينخرط في معركة الكرامة مع زملائه. توجه إلى معسكره بكل حماسة، وعندما صدرت له الأوامر بالاستعداد لتنفيذ المهمة، كانت عزيمته لا تلين."
وعن دور الشهيد محمد في المعركة، قال الشيخ حتمل: "عندما وصل شقيقي إلى الجبهة، أخذ مكانه في الصفوف الأمامية، وحثّ جنوده على القتال بحماس، قائلاً لهم: 'اللي ما يموت اليوم ماهو أخوي'. كان ذلك حافزًا كبيرًا لهم لإظهار أقصى درجات البطولة، فقاتلوا بشجاعة حتى استشهد في المعركة بعدما أصيبت دبابته."
وأكد الشيخ حتمل أن معركة الكرامة كانت دروسًا في الصمود والتضحية، مشيرًا إلى أن قيادة الراحل الملك الحسين بن طلال، رحمه الله، كانت مثالاً في الحكمة والعزيمة في ظل أصعب الظروف. وقال: "الملك الحسين قاد معركة الكرامة بحنكة وعزيمة، وتمكن من إخراج المعتدين من أرض الأردن بكل قوة وبأس، تاركين خلفهم قتلاهم ودباباتهم في ساحة المعركة."
وبذلك، تظل معركة الكرامة في الذاكرة الأردنية والعربية رمزًا للصمود والنصر، كما تظل تضحيات الأبطال مثل الشهيد محمد هويمل الزبن منارات تضيء لنا الطريق، وتعزز فينا روح الفداء والانتماء للوطن.