على مدار أكثر من أربعة عقود، أثبتت الإعلامية جمانة مجلي الخريشا نفسها واحدة من أبرز الأسماء في الإعلام الأردني والعربي. من خلال مسيرتها الحافلة في مجال الإعلام، تمكنت من ترك بصمة واضحة في مشهد الإعلام الأردني، وخصوصًا في المجال الإذاعي والتلفزيوني، حيث قدمت برامج عديدة رسخت مكانتها بين أقرانها.
البداية والمشاركة الفاعلة في الإعلام الأردني
بدأت جمانة مجلي رحلتها الإعلامية في عام 1973 من خلال الإذاعة الأردنية، حيث برعت في قراءة النشرات وموجز الأخبار، وكانت من أولى الإعلاميين الذين شاركوا في البرامج المتنوعة على شاشة التلفزيون الأردني. من بين أبرز الأعمال التي قدمتها كان برنامج "يسعد صباحك"، الذي يُعتبر من أوائل البرامج الصباحية التي حققت نجاحًا كبيرًا في جذب الجمهور الأردني والعربي.
كما أسهمت في تقديم العديد من البرامج التي تحمل رسائل هادفة، وجعلت منها صوتًا مؤثرًا في المجتمع. وقد تميزت أسلوبها الإعلامي بالاحترافية، مما جعلها تحظى باحترام جمهورها وزملائها.
إسهامات في الإعلام العربي والمجتمع
علاوة على مساهماتها الإعلامية، لعبت جمانة دورًا محوريًا في تطوير الإعلام الأردني، حيث كانت من بين المؤسسين لإذاعة القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، وهو مشروع إعلامي يسهم في تعزيز الدور الوطني والمجتمعي للإعلام.
كما أن مشاركتها في العديد من الندوات والمؤتمرات الإعلامية ساعدت في فتح الأفق لتطوير الممارسات الإعلامية في المنطقة، مما عزز من مكانتها كمصدر موثوق ومؤثر في هذا المجال.
التوجه نحو الإعلام الأسري والاجتماعي
من بين المبادرات المتميزة التي تبنتها جمانة مجلي، كانت مشاركتها في ورش العمل التي تناولت دور الإعلام في الإرشاد الأسري. وكان لها الدور الكبير في الدعوة إلى ضرورة تضمين البرامج الإعلامية محتوى يراعي القيم الأسرية ويخدم المجتمع، مشيرة إلى أهمية تشبيك الإعلام مع مؤسسات المجتمع المدني لتحقيق رسالة إعلامية بنّاءة.
التحديات والتطوير المستمر
لم تقتصر مساهمات جمانة على الإبداع في تقديم البرامج فقط، بل كانت دائمًا تسعى إلى تطوير مهاراتها ومواكبة التطورات في مجال الإعلام. وعلى الرغم من التحديات التي واجهتها في مسيرتها، تمكنت من التأقلم مع التغيرات العصرية في وسائل الإعلام الرقمية والاجتماعية، وهو ما جعلها قادرة على الحفاظ على مكانتها في قلب المشهد الإعلامي الأردني.
إن مسيرة الإعلامية جمانة مجلي الخريشا هي قصة نجاح حافلة بالتفاني والمهنية. لم تقتصر جهودها على تقديم الأخبار أو البرامج، بل تعدت ذلك إلى الإسهام الفاعل في بناء وتطوير الإعلام الأردني والعربي. ومن خلال عملها الدؤوب، شكلت جمانة مجلي نموذجًا يحتذى به لكل إعلامي يطمح للتميز والإبداع في هذا المجال.