غابت الشمس في المسلسلات الاردنيه عن المنافسة عن رمضان هذه السنه ، او حتى الظهور على الشاشات الوطنيه الرسميه أو الخاصة ، الا لمسلسلات كوميديه خفيفه جدا لا تتعدى الدقائق القليله جدا لقنوات رؤيا الفضائية وعمان TV، ولكن القنوات الفضائية العربية لا تجد للمسلسلات الاردنيه أي وجود والسبب البسيط جدا لعدم الإنتاج .
دوما ما نضع اللوم على القطاع العام والخاص لعدم الدعم المادي للمسلسل الاردني .
الدراما هي الجزء الرئيسي في إبراز الهوية الوطنية والإطار العام الذي يعرف من خلالها بلغة الصورة والصوت معا ، فتنهل منها الثقافة والاجتماعيات ،وحتى النظرة الاقتصادية للوطن وهي ما تعرف من خلاله .
اثبت ولايزال الإنسان الأردني يثبت أنه الناجح والذي يحقق آماله وتطلعاته وأنه ذو قيمه عاليه جدا في كل المجالات وفي كل مكان . الفنان الاردني أصبح معروفاً ومشهورا على جميع المستويات وخاصة خارج الاردن ، وينافس البطولة الأولى في المسلسلات المصريه وحتى السوريه ، مثل اياد نصار ومنذر رياحنه وصبا مبارك نجوم صف اول في مصر اليوم. والمخرج الاردني لديه رؤية واضحة وأسلوب اخراجي متميز ، وقس على هذا مهندسين الديكور والفنيين وكل العاملين في مجال الدراما ولكن كل ذلك يتحقق خارج الاردن ، والسبب بسيط الفرص الاستثمارية والدعم وحدث بلا حرج .
هناك مسلسلات اردنيه أنتجتها نت فلكس وقد عملت ضجة كبيره داخل وخارج المملكة وتم ترجمتها إلى أكثر من لغه مثل مسلسل مدرسة الروابي بحزئين وممثلين بعمر الورد وأفكار جديدة غير مستهلكه ، وبكوادر كلها اردنيه قادة على تحقيق النجاحات الباهرة والشهرة العالميه. إذن ، الموضوع ليس مادياً بالدرجة الأولى بل هو الاهتمام المشترك من الجميع وبكل القطاعات الحكومية والخاصة معا ، بأهمية ابراز الهوية الوطنية الأردنية في إطارها العام وأن الدراما هي صاحبة الأساس فيها وجزء من بناء النهضة الوطنيه والإطار العام الرئيسي للوصول إلى المجتمع الأردني والعربي معا في أن الأردن هو مؤثر كبير في أبناءه وبناته اينما كانوا .
والإنتاج الذي يعني الحريه والعداله الاجتماعيه هو تطوير لمعنى التحديث السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي ، لانه يحقق من خلاله وفرة اقتصاديه وماليه ، وخلق فرص عمل اي الحد.من الفقر والبطاله وتحقيق الانتشار للأفكار الاردنيه بهويتها الصادقة اي أنها فرص حقيقية للوطن من كل الجهات ، وقد يستفاد منها للآخرين للأخوة السوريين واللبنانيين الذين أصبحوا يلجئون إلى تركيا لانتاجاتهم ، ونحن ننافس بكل المعايير .
ونحن لدينا عدة أسباب وعوامل للنجاح والبقاء في الصدارة وتحقيق الفرص الاستثمارية لمتخذ القرار اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا أيضا وهي ما يلي :
١. عوامل الطبيعة : الاردن وهبه الله بالتنوع المناخي فالفصول الاربعه تتناوب في الاردن، والتنوع الجغرافي من صحراء ،غور، ريف وبحر ، ومدينه ...الخ
٢. عوامل امنيه والاستقرار : فالاردن بلد الامن والامان والإستقرار ،وخاصة أن رأس المال جبان ، ولكن مع وجود هذه الميزة التنافسية هي سبب للنجاح والتفوق والبقاء في الصدارة.
٣. العوامل التسويقية: بناء مزيج تسويقي كامل ومتكامل من جودة عالية في المنتج الدرامي الاردني ، والصورة الذهنيه عن الاردن والمسلسلات الاردنيه يحقق نجاح اقتصادي واجتماعي.
٤. مكنونات المجتمع الأردني : والشخصيات الاردنيه الاجتماعية والسياسيه والاقتصادية بإدارة من الملوك وانتهاء بالمواطن الاردني .
٥. العامل البشري : الإنسان الأردني يثبت أنه الناجح والذي يحقق آماله وتطلعاته.
كل هذا واكثر عوامل تجعل من الاردن فرصه استثماريه للدراما القادمه من الشرق .
فمسلسل روا ئي عن الشهيد وصفي التل سيكون ناجح جدا وقادر أن يدخل المنافسة في أي وقت وليس رمضان ، ومسلسل عن جلالة الملك الحسين رحمه الله وخاصة بوجود التقنيات الحديثة هو مسلسل ناجح .
إذن الدراما الاردنيه هي فرصة ذهبية للاستثمار الوطني ففيها نحقق وفورات ماليه واقتصادية وتوصل المكون الثقافي الاردني وتحد من البطاله . اي ان متخذ القرار الحكومي والخاص سيستفيد من أن يمول اي دراما اردنيه ستكون له فائدة منها .
آملين أن نعيد للمسلسل الاردني بريقه وجماله وتنافسيته مع الآخرين .