في ليالي رمضان الهادئة، عندما يجتمع الأحباب حول موائد الإفطار، ويعلو صوت الدعاء والتسبيح، تتجدد في الأذهان صور رجال تركوا بصمات لا تُمحى في سجل الوطن، أولئك الذين نذروا حياتهم لخدمته بإخلاص، فكانوا عنوانًا للفداء والتضحية. وفي هذا الشهر المبارك، حيث تكثر النفحات الإيمانية، لا بد أن نستذكر أولئك الذين أفنوا أعمارهم في بناء الوطن، دفاعًا عن أمنه واستقراره، وفي مقدمتهم المرحوم سند عطية العقيل الجبور، الذي كان مثالًا للرجولة والعطاء في ميادين الشرف.
سند عطية العقيل الجبور.. مسيرة وطنية مشرفة
المرحوم الحاج سند عطية العقيل الجبور كان رجلًا عصاميًا حمل على عاتقه مسؤولية الدفاع عن ثرى الأردن بكل بسالة. التحق بالقوات المسلحة الأردنية (الجيش العربي)، حيث تدرج في المناصب وقدم خدماته بكل كفاءة واقتدار، حتى أصبح رمزًا للتفاني والانتماء.
لم يكن سند عطية العقيل الجبور مجرد فرد في صفوف الجيش، بل كان قائدًا بالفطرة، عُرف بحكمته وشجاعته، حيث كان دائمًا في الصفوف الأولى، يذود عن حياض الوطن بكل إخلاص. كان محبوبًا بين رفاقه، مقدرًا لواجبه الوطني، ولم يتوانَ يومًا عن تقديم كل ما يملك في سبيل أمن الأردن واستقراره.
إرث من القيم والمبادئ
لم يكن سند عطية العقيل الجبور رجلًا عاديًا، بل كان مدرسة في الوطنية، ينهل منها من عرفوه واقتربوا منه. عُرف بتواضعه وكرمه، وكان حضوره يبعث الطمأنينة في القلوب. لم يكن يحمل هم نفسه فقط، بل كان دائم الاهتمام بشؤون أبناء مجتمعه، يسعى إلى حل مشكلاتهم، ويقف إلى جانبهم في كل الظروف.
ورغم رحيله، لا تزال سيرته العطرة حاضرة في ذاكرة من عرفوه. فقد ترك إرثًا خالدًا من القيم والمبادئ، التي سار عليها أبناؤه وأحفاده، حاملين راية العطاء التي رفعها طوال حياته.
نيروز الإخبارية في رمضان.. استذكار للعظماء
في هذا الشهر المبارك، نرفع الأكف بالدعاء للمرحوم سند عطية العقيل الجبور، ونسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يجعل ما قدمه في ميزان حسناته. إن الرجال العظماء لا يموتون، بل تبقى ذكراهم حية في القلوب، ونبقى نستلهم من سيرتهم معاني التضحية والعطاء.
رمضان ليس فقط شهر الصيام، بل هو شهر التأمل واستذكار أولئك الذين جعلوا حياتهم وقفًا لخدمة أوطانهم، وسند عطية العقيل الجبور كان واحدًا من هؤلاء الرجال الذين ستظل ذكراهم خالدة في وجدان الوطن وأبنائه.