في ذكرى معركة الكرامة نشير إلى دور وأهمية الاستخبارات على المستوى الاستراتيجي والبيئة الاستراتيجية في الفترة التي كانت خلال الخمسينات والستينات ودور القوى الإقليمية والدولية والعربية في تلك الفترة وكذلك أهمية الاستخبارات العسكرية على المستوى التعبوي استخبارات المعركة التي تعنى بدراسة الأرض والطقس والعدو وتقدم كافة المعلومات للقادة وهيىة ركن العمليات لبناء الخطط عليها وقد شكلت الاستخبارات العسكرية قـوة من خلال جمع وتحليل المعلومات وكان لهـا دور اساسـي ومميـز فـي الصـراع مـع العـدو الصهيونـي وخاصـة فـي معركـة الكرامـة حيـث لـم يتمكـن العـدو مـن تحقيـق المفاجـأة علـى المسـتوى التعبـوي والاسـتراتيجي وكانـت علـى علـم تـام بمـا يخطـط لـه العـدو.
قبل معركة الكرامة وقامت بدور عظيم لولا فضل الله أولا ومن ثم ذلك الدور العظيم لحقق العدو الصهيوني مراده من هجومه العسكري في يوم الكرامة، وحقيقة لم يعط هذا الدور
فمن المعلوم أن من أحد عناصر الهجوم تحقيق عنصر المفاجأة حتى يتحقق الانتصار في أي معركة.
وهذا العنصر إن لم يكن هناك استخبارات قوية مخلصة قادرة على جمع المعلومات و استخلاص واستشراف نوايا العدو لكان كفيلا بتحقيق أهداف القوة المهاجمة.
فقد استطاعت الاستخبارات العسكرية بقيادة العقيد غازي عربيات رحمه الله تعالى، الرصد للحصول على كل التحركات والمعلومات العسكرية عن العدو حتى أنها استطاعت أن تتوقع حجم القوات ويوم الهجوم وساعة الصفر والمقتربات التي سيتقدم عليها العدو مما أفقد الكيان الصهيوني القدرة على تحقيق عنصر المفاجأة ومكّن القوات المسلحة الأردنية من التحضير والاعداد والاستعداد لهذا الهجوم المعادي. وكانت مصادر المعلومات من خلال الوسائل العلنية وكذلك من خلال المصادر داخل الضفة وعلى مدار أسابيع وأيام عديدة مما مكّنه من بناء تصور أكيد عن خطوات العدو المستقبلية وإعطاء تلك التصورات و التوقعات للقيادة العامة للقوات المسلحة. والتي بنت عليها خطة الاستعداد والدفاع العسكرية.
سيبقى ذكرى ودروس الكرامة حاضرة في وجدان كل الأردنيين النشامى الذين يقفونا إلى جانب قيادتهم الهاشمية ويثمنون الموقف الأردني الثابت اتجاه القضية الفلسطينية في جميع الظروف وفي هذا الظرف الحالي وما يتعرض له اهلنا في غزة حيث يعتبر هذا الموقف متقدم وكما كان على الدوام ..حمى الله الاردن وحفظة بحفظه ورعايته.