في الحادي والعشرين من آذار، تتجدد ذكرى معركة الكرامة الخالدة، تلك الملحمة التي سطر فيها الجيش العربي الأردني أروع البطولات، محققًا نصرًا أعاد للأمة كرامتها بعد نكسة حزيران 1967. في هذا اليوم، اختلطت دماء الشهداء بتراب الأردن الطاهر، لتروي قصة مجد وعزة، ولتؤكد أن الإرادة الصلبة والعزيمة لا تنهزم أمام أي قوة.
ملحمة بطولية صنعت التاريخ
جاءت معركة الكرامة في وقت كانت فيه الأمة العربية تعيش أجواء اليأس والانكسار، فحاول العدو الصهيوني استغلال الموقف للسيطرة على مناطق في الأغوار الأردنية، إلا أن الجيش العربي الأردني، بقيادة الحسين بن طلال، كان على أهبة الاستعداد. دارت معركة شرسة استمرت لساعات، استخدم فيها الجيش الأردني تكتيكات قتالية ذكية، وأثبت الجنود الأردنيون شجاعة لا تضاهى، حيث تصدوا للهجوم وألحقوا بالعدو خسائر فادحة، أجبرته على التراجع لأول مرة في تاريخه العسكري.
إرث خالد ونهج مستمر
لم تكن معركة الكرامة مجرد انتصار عسكري، بل شكلت نقطة تحول في الوجدان العربي، إذ أعادت الثقة بقدرة الجيوش العربية على الصمود والانتصار. واليوم، لا تزال قيم التضحية والفداء التي جسدها أبطال الجيش العربي نبراسًا تهتدي به الأجيال، فالقوات المسلحة الأردنية، الوريثة لرسالة الثورة العربية الكبرى، لا تزال تحمل راية الدفاع عن الوطن والأمة، وتحويل التحديات إلى فرص للصمود والتقدم.
تحية إجلال لأرواح الشهداء
في ذكرى معركة الكرامة، نرفع أسمى معاني الفخر والاعتزاز بشهدائنا الأبرار، الذين قدموا أرواحهم دفاعًا عن الأرض والعرض، مجددين العهد بأن تبقى دماؤهم الطاهرة منارة تنير درب الأجيال القادمة. حفظ الله الأردن، وأدام راية العز مرفوعة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله، وقواتنا المسلحة الباسلة.