في كل عام من آذار وفي الحادي والعشرين من تاريخه تطل حكايات الجنود والبندقية وتلتقي الأرواح بالشهداء والمدرعات وتحيي الدماء الأرض فينبت الأقحوان وتزهر أشجار اللوز ونعود لنستذكر قصص حرب الكرامة الخالدة ، ومشاهد الأسود في الجنبات وفوق القمم وفي جنبات الوادي وعلى ضفاف الحدود ليتفجر الزئير " الله أكبر " تكبيرات تؤذن بالحرب وتصدح بالشهادة والنصر تتقدم بخطوات كلها عزم وثقة وإيمان بالله والأرض والعسكرية وبواجب رد الحقوق والحدود واستعادة النصر والهيبة .
وأمام غطرسة اليهود وأسطورة جيشه الجبان يعتلي الفرسان البواسل ويقسمون على النصر المدجج بالعزة والكرامة ويسيرون على خطى الجيش العربي المصطفوي ليخطون تاريخا في آذار محفورا في ذاكرة الجنود والقادة والأردنيين فقد حرقت مواكب اليهود وأيقظت أهازيج العجائز الشجر والزرع وسطعت شمس الكرامة بارقة دافئة وساطعة فوق عمان والكرامة والأغوار والبوادي لتظل عمان سنام الرمح وطليعة الفداء تحدو للثأر ولا تنام عنه وتتحمل الاستشهاد والصمود .
في مثل هذا اليوم نعيش النصر وإن لم نشهده وتحلق أرواح الشهداء فوق سماء الوطن وتحوم وتسري نشوة الفرح تصافح وتقبل جبين كل جندي وبطل من أبطاله الجيش العربي كرماء العطاء والدم وتعيد الكرامة للأرض والانسان وتثبت أن النصر والكرامة هما صنيعة أمهات الوطن وحداء وأهازيج حرائره وأن ذوات الظفائر والذوائب الطاهرات وعصائبهن السوداء الحرة وقهوتهن المرة هن اللواتي هدبن العلم وطرزن الفوتيك بالحرية وعتقن ثرى الوطن بدم الرجولة .
ونحن اليوم بهاتين المناسبتين معركة الوطن الخالدة كلنا ثقة وإيمان وتلاحم مع جيشنا الأردني وعقيدته العروبية الملتصقة بعشق الأردن والقائد والمنتمية حقا وفعلا لأرض فلسطين الهم والشقيقة والحقيقة والمسؤولية وندعو ونتضرع أن يحمي بواسلنا الشرفاء ويرحم رعيل الكبرياء الأول ويحفظ كل تجاعيد وكفوف أمهاتنا المخضبة بالطهر والعفة والحرية .