عبيدات
يكتب .. في يوم الأم: أُمي لا تنسى
نيروز –
بقلم الكاتب والباحث محمد محسن عبيدات
في يوم الأم،
نحيي ذكرى من رحلت عن عالمنا جسدا، لكنها بقيت حية في قلوبنا وذكرياتنا. المرحومة أمي
نعمات محمد بصول "أم خلدون" لم تكن مجرد أم، بل كانت مثالا للحنان والعطاء
والصبر، وشعلة من النور أضاءت حياة من حولها.
رحيلها وغيابها
الذي لا يعوض، ففي 17 أيار 2023، غادرتنا أم خلدون إلى دار البقاء، تاركة وراءها فراغا
لا يمكن لأي شيء أن يملأه. غيابها لم يكن مجرد خسارة فرد، بل خسارة روحٍ كانت تسكب
الحب والدفء في كل زاوية من زوايا الحياة. لم يكن بيتها مجرد جدران وسقف، بل كان قلبها
الذي يحتضن الجميع، بكلماتها العذبة ونصائحها الثمينة وضحكتها التي تبعث الأمل.
كانت أمي مثالا
للتفاني في رعاية أسرتها، لم تكن تعطي فقط، بل كانت تمنح بلا مقابل. صبرها على مشاق
الحياة، وابتسامتها التي لم تفارق وجهها رغم كل الصعاب، كانا شاهدين على قوتها وإيمانها
العميق. لم تكن فقط أما لأبنائها، بل كانت أما لكل من عرفها، تحمل في قلبها حبا لا
حدود له، وتنثر الطمأنينة أينما حلت.
إن ما تركته
امي لم يكن مجرد ذكريات، بل إرثا من القيم والمبادئ التي ستبقى مغروسة في نفوس من أحبوها.
علمتنا أن الحب عطاء لا مشروط، وأن الأم هي عمود الحياة الذي لا يميل مهما اشتدت العواصف.
كانت قدوة في الأخلاق، وتاجا من الحكمة، وجسرا من الرحمة يربط بين القلوب.
في يوم الأم،
نرفع أيدينا بالدعاء للمرحومة نعمات محمد بصول، سائلين الله أن يتغمدها بواسع رحمته،
وأن يجعل قبرها روضة من رياض الجنة، وينير دربها بنور لا ينطفئ. نسأل الله أن يجمعنا
بها في مستقر رحمته، وأن يمنح كل من فقد أمه الصبر والسلوان، وأن تكون ذكراها نورا
يهديهم في حياتهم.
رحمكِ الله
يا أم خلدون، ستبقين في قلوبنا ما حيينا، وستظل ذكراكِ خالدة في نفوسنا كأنك لم تغيبي
أبدا.