مع كل ذكرى لمعركة الكرامة، يتجدد الشموخ والفخر في نفوس من عاشوا مجدها، ومن لا يستطيعون العيش بدونها، ومن ارتوت الأرض بدمائهم دفاعًا عنها. النائب أروى الحجايا تستذكر في مقالها معاني الكرامة من خلال والدها الراحل، علي حمد الزبون الحجايا، أحد المحاربين القدامى في الجيش العربي، والذي حمل في ذاكرته رائحة الشهادة ومشاهد النضال.
رغم تقدمه في السن، ظل والده مرتبطًا بالمعركة التي شكلت جزءًا من تاريخه، وكان فخورًا بمواقفه، حتى أنه أوصى بدفن حفنة من تراب القدس معه، تحقيقًا لوصيته التي نفذها ابنه الراحل د. أحمد الحجايا.
تتحدث أروى عن تضحيات والدها في ميادين القتال، من اللطرون إلى الكرامة، ومن القدس إلى الجولان، وتروي حادثة تكسّر أسنانه حين كان يقاتل جنبًا إلى جنب مع رفيقه علي خميس الحويطات في معركة باب العامود.
تستحضر كلماته المؤثرة، عندما قال لها ذات يوم:
"كنا على رأس جبهة نقاتل العدو بكل بسالة، واليوم لا قدرة ولا قوة، ولا نملك إلا الذكريات."
ورغم مرور الزمن، بقيت الكرامة حية في قلبه، كما بقيت في قلوب كل من حملوا السلاح دفاعًا عن الأرض والعروبة.