2025-03-22 - السبت
جايز بن ذوقان الشموط...سيبقى اسمه محفورًا في سجل العظماء nayrouz عاجل.. غارات أمريكية جديدة على مطار الحديدة وانفجارات عنيفة تهز المدينة nayrouz وزارة التربية والمقاولين يبحثان استكمال مشاريع USAID المتوقفة nayrouz بلدية دير علا تتسلم مستند الالتزام المالي لمشروع حديقة ضرار بقيمة 60 ألف دينار nayrouz الزيود: وزير العمل لم يعين موظف أو مستشار nayrouz الطقس .. ارتفاع تدريجي على الحرارة وأجواء ربيعية دافئة اعتبارا من الاثنين nayrouz وفاة الشاب محمد سمير العياصرة في حادث سير مأساوي بالولايات المتحدة nayrouz المجموعة العربية في الأمم المتحدة تدين خرق إسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة nayrouz رئيس بلدية الفحيص عمر العكروش يقيم مأدبة إفطار رمضانية بحضور شخصيات رسمية وشعبية - صور nayrouz رحيل خالد سرطاوي.. سيرة عطرة وحياة مُخلصة nayrouz العزة يكتب الكرامة… شهادة خالدة للقيامة nayrouz ليلة 23 من رمضان: فضل ليلة القدر وعلاماتها وأفضل العبادات فيها nayrouz بسام شامان الزهير.. وداع في لحظة خشوع nayrouz "فراس العقرباوي يتبرع بـ 25 ألف دينار للأيتام" nayrouz النائب إبراهيم صقر القرالة ... نموذج للعطاء والعمل الوطني في الأردن nayrouz أبو السمن: الكرامة معركة للتاريخ ودليلًا ساطعًا على قدرة الأردني وصلابته nayrouz حملة تبرع بالدم في لواء سحاب لدعم قطاع غزةـ صور nayrouz مسؤولو الهجرة بأميركا تطلب من طالب مؤيد لفلسطين تسليم نفسه nayrouz السفيرة التونسية: علاقات تاريخية تجمع الأردن وتونس nayrouz وزير الشباب: الحركة الكشفية تعزز قيم الانتماء والعمل التطوعي....صور nayrouz
الرائد المتقاعد موسى محمد" ابورواع" التراپين في ذمة الله nayrouz الحاج حامد احمد ملكاوي" ابو حسام " في ذمة الله nayrouz وفيات الأردن ليوم السبت 22 مارس 2025 nayrouz وفاة الشاب يوسف العبادي في حادث سير مأساوي ببدر الجديدة nayrouz معتصم بني هذيل ينعى إبراهيم الحمايدة nayrouz شكر على تعاز بوفاة الحاج حجاب منصور تركي الحيدر الزبن) nayrouz الشيخ جودت سليمان ال مطلق الجازي "ابو فراس" في ذمة الله nayrouz وفيات الأردن اليوم الجمعة 21-3-2025 nayrouz قبيلة بني صخر - البدارين يشكرون الملك وولي العهد والشعب الاردني nayrouz وفاة الشاب الطيب معاويه مفضي البداينه "اخو عديلي" nayrouz الحاجة الفاضلة وصال أحمد الدهامشة في ذمة الله nayrouz الحاج سالم عبد الله الطفول السرحان "أبو محمد" في ذمة الله nayrouz وفاة الحاجة فضه السواعير ارملة المرحوم الشيخ عودة عويد المقبل السرحان nayrouz وفاة الشاب مؤيد سعد صالحة nayrouz الشاب الاستاذ حمزه عيد الكواملة في ذمة الله nayrouz حزن في رمضان: مستشفى البشير يودع ثلاثة من أطبائه الشباب - أسماء nayrouz وفيات الأردن ليوم الخميس 20 مارس 2025 nayrouz وفاة المختار حسين محمد سالم خريوش " ابو عاهد " nayrouz وفاة نبيه عبدالله المشيني nayrouz عمر عوده المناجله المناصير في ذمة الله nayrouz

أمّي والكرامة بين الحبّ والنصر

{clean_title}
نيروز الإخبارية :
بقلم وجدان جهاد ابو محفوظ 


في الواحد والعشرين من آذار، يتشابكُ الحبُّ والمجدُ، وتتداخلُ رائحةُ الأرضِ برائحةِ الياسمينِ، فهذا اليومُ ليسَ مجرّدَ تاريخٍ على الروزنامةِ، بل هو قصيدةٌ من نورٍ تُكتبُ بحروفِ العطاءِ والصمودِ، ففيه تحتفلُ القلوبُ بيومِ الأمِّ، وفيه أيضًا تتوشّحُ الذكرى بألوانِ النصرِ في معركةِ الكرامةِ.

أمّي، يا من زرعتِ في روحي معنى الثباتِ، كيفَ لي أن أصفَكِ؟ أنتِ الوطنُ الأوّلُ، والخندقُ الأخيرُ، وأنتِ التي علّمتِني أنّ الكرامةَ لا تُشترى، بل تُنبتُ في القلوبِ، كما تُنبتُ السنابلُ في الأرضِ الطيّبةِ، كنتِ تقولينَ لي دائمًا: "الكرامةُ ليستْ خيارًا، بل حياةٌ"، وكأنّكِ كنتِ تروينَ لي حكايةَ الأبطالِ الذين دافعوا عن هذا الترابِ يومَ معركةِ الكرامةِ، حينَ اختلطتِ الدماءُ بالمجدِ، وحينَ أثبتَ الوطنُ أنّ الهزيمةَ ليستْ قدرًا، بل خيارًا لا نعرفُهُ.

في يومِ الأمِّ، أقبّلُ يديكِ التي حملتْني، كما تُقبّلُ الأرضُ أقدامَ الشهداءِ الذين ارتفعوا دفاعًا عن شرفِ هذا الترابِ، في يومِ الكرامةِ، أتذكّرُ كيفَ كنتِ تروينَ لي عن الأمهاتِ اللواتي ودّعنَ أبناءَهنَّ بدموعِ الفخرِ، فعدنا إليهنَّ راياتٍ منصورةً، أو أرواحًا تحلّقُ في سماءِ المجدِ.

في هذا اليومِ، أكتبُ لكِ يا أمّي، وأكتبُ للوطنِ، شكرًا لأنّكما علّمتُماني أنّ الحبَّ بلا كرامةٍ ضعفٌ، وأنّ الكرامةَ بلا حبٍّ قسوةٌ، وأنّ العزّةَ تولدُ من رحمِ الأمّهاتِ، كما يولدُ النصرُ من رحمِ الأرضِ الصابرةِ.

وكأنَّ هذا اليومَ وُجدَ ليكونَ شاهدًا على أنَّ العطاءَ لا يضيعُ، سواءٌ كانَ عطاءَ أمٍّ وهبتْ عمرَها لأولادِها، أو عطاءَ وطنٍ قدّمَ شبابَهُ ليحيا حرًّا، كلّما قرأتُ عن معركةِ الكرامةِ، شعرتُ أنَّ أمّهاتَ الشهداءِ هنَّ الأبطالَ الحقيقيّاتِ، فكيفَ لامرأةٍ أنْ تمسحَ دموعَها لتقولَ: "ابني لم يمتْ، بل عادَ إلى الأرضِ التي أنجبَتْهُ!"؟ أيُّ قُدرةٍ تلكَ التي تجعلُ قلبًا يحتملُ غيابَ فلذةِ كبدِهِ، ثمّ يرفعُ رأسَهُ بفخرٍ؛ لأنَّهُ رحلَ من أجلِ الكرامةِ؟

وأنتِ يا أمّي، تحملينَ في عينيكِ تلكَ القوّةَ، وإنْ لمْ تخوضي معركةً بسلاحٍ، إلّا أنَّكِ خضتِها بالصبرِ، بالتعبِ، بالسهرِ الطويلِ، وبالدعواتِ التي تشبهُ صرخاتِ الجنودِ في ساحةِ المعركةِ، أتعلمينَ؟ كنتِ دومًا تقولينَ إنَّ الأوطانَ تُبنى بعرقِ الأمهاتِ قبلَ دماءِ الأبطالِ، واليومَ أدركتُ أنَّ الكرامةَ تبدأ من حضنِ أمٍّ، قبلَ أنْ تُكتبَ على رايةِ نصرٍ.

في هذا اليومِ، يزهرُ الربيعُ، وتزهرُ معهُ الحكاياتُ، تضحكُ الأمهاتُ في صباحِ عيدِهنَّ، وتبكي السماءُ في ذكرى أولئكَ الذينَ رحلوا دفاعًا عن الوطنِ، لكنَّهُ ليسَ بكاءَ الحزنِ، بل بكاءَ الفخرِ، بكاءَ الأرضِ التي تعرفُ أنَّ أبناءَها لن يخذلوها.

أمّي، يا كرامتي الأولى، يا من علّمتِني أنَّ الانكسارَ ليسَ خيارًا، وأنَّ العزّةَ لا تُوهبُ، بل تُنتزعُ، في هذا اليومِ، أقبّلُ جبينَكِ، كما تُقبّلُ الشمسُ جباهَ الأبطالِ، وأهمسُ لكِ: كما كنتِ أمّي، كنتِ وطني أيضًا، وطني الأوّلَ... والأبقى!

وكأنّ صوتَكِ، يا أمّي، كانَ نشيدًا خفيًّا يمتزجُ بصدى المعركةِ، يبعثُ القوّةَ في الأرواحِ، كما تفعلُ كلماتُ القادةِ حينَ ينهضونَ بجيوشِهم نحوَ النصرِ، كنتِ تروينَ لي عن الرجالِ الذينَ رفضوا الانكسارَ، وكيفَ كانتِ الأرضُ تشتعلُ تحتَ أقدامِهم، لا خوفًا، بل إصرارًا على أنْ تبقى الكرامةُ رايةً لا تنحني، وكنتِ تروينَ لي أيضًا عن النساءِ اللواتي وقفنَ عندَ الأبوابِ، يرسمنَ بالصبرِ ملحمةً أخرى لا تقلُّ بطولةً عن التي خطّها المقاتلونَ في الميدانِ.

اليومَ، وأنا أكتبُ لكِ، أشعرُ أنَّ كلَّ أمٍّ هي معركةُ كرامةٍ بحدِّ ذاتِها، كلُّ واحدةٍ منهنَّ قاتلتْ بطريقتِها، بصمتِها، بتضحياتِها، حتى وإنْ لمْ تحملْ سلاحًا أو تصرخْ في الميادينِ، فأنتِ يا أمّي، حاربتِ من أجلِنا، كافحتِ في ساحةٍ أخرى، وربحتِ معركةً لم يكنْ فيها رصاصٌ، بل صبرٌ لا ينفدُ، وحبٌّ لا يضعفُ، وإرادةٌ لا تنحني.

ترى، هل كانتِ الأمهاتُ اللواتي ودّعنَ أبناءَهنَّ في معركةِ الكرامةِ يشعرنَ بما تشعرينَ بهِ حينَ تقلقينَ علينا؟ هل كنَّ يسرنَ في البيوتِ بصمتٍ، يملأنَ أماكنَ الغائبينَ بالدعواتِ، كما تفعلينَ حينَ أغيبُ عنكِ؟ هل كنَّ يحضنَّ صورَ أبنائِهنَّ كما تحضنينَني كلّما شعرتِ أنَّ العالمَ قاسٍ؟

في هذا اليومِ، لا أجدُ فرقًا بينَ عيدِ الأمِّ وذكرى النصرِ، فكلاهما يتشابهانِ في المعنى، فكما أنَّ الوطنَ بلا كرامةٍ جسدٌ بلا روحٍ، فإنَّ الحياةَ بلا أمٍّ أرضٌ بلا ربيعٍ، وكما أنَّ الشهداءَ لا يموتونَ؛ لأنَّ ذكراهم خالدةٌ، فإنَّ الأمهاتِ لا يَغِبْنَ، لأنَّ بصمتهنَّ تبقى في كلِّ قلبٍ علّمنهُ الحبَّ، وفي كلِّ نفسٍ زرعنَ فيها الإباءَ.

أمّي، يا عنواني الأوّلَ، يا أوّلَ دروسي في العزّةِ، ويا أوّلَ وطنٍ احتواني، شكرًا لأنَّكِ كنتِ دائمًا حصني وملاذي، وكرامتي التي لا تُهزمُ.
whatsApp
مدينة عمان