في أجواء روحانية تغمرها نفحات رمضان المبارك، تستذكر نيروز الإخبارية أحد الرجال الذين سطروا بأخلاقهم النبيلة ومواقفهم المشرفة بصمات لا تُمحى في الذاكرة الأردنية، المرحوم الحاج سالم نهار المحيجين الجبور (أبو محمد)، الذي كان مثالًا في الشهامة والكرم والتواضع، ورمزًا للعطاء والتضحية في خدمة وطنه ومجتمعه.
رجل بحجم الوطن
لم يكن الحاج سالم مجرد اسم في سجل العائلات الأردنية، بل كان رجلًا تتجسد فيه قيم الرجولة الحقة، حيث عُرف بصلابته في الحق، وحرصه الدائم على نصرة المظلوم، ومد يد العون لكل محتاج. كان بيته مفتوحًا للجميع، يستقبل ضيوفه بابتسامة صادقة وقلب مفعم بالمحبة، فقد كان نموذجًا حقيقيًا للكرم الأردني الأصيل، مؤمنًا بأن إكرام الضيف واجب لا يقبل التأجيل.
قدوة للأبناء والمجتمع
تجلى أثر الحاج سالم في أبنائه الذين حملوا مشعل العطاء والنجاح، حيث أنجب رجالًا سطّروا أسماءهم في مختلف الميادين:
المهندس محمد الذي واصل مسيرة والده في العمل الجاد وخدمة الناس.
العميد جمارك خالد الذي حمل لواء الأمانة والمسؤولية في خدمة الوطن.
المحافظ حسن الذي كان امتدادًا لفكر والده في القيادة الحكيمة.
أمين عام وزارة الشباب الدكتور حسين الذي عكس مبادئ والده في العمل والتفاني من أجل الوطن وشبابه.
ذكراه باقية في رمضان
يُعد شهر رمضان محطة إيمانية يتذكر فيها الجميع أحبّتهم الذين رحلوا، وفي هذا الشهر الفضيل، يبقى اسم الحاج سالم محفورًا في قلوب من عرفوه، لما قدمه من أعمال الخير ومواقف الرجولة الصادقة. كان رمضان بالنسبة له فرصة لتقديم المزيد من العطاء، فكان دائم الحرص على مساعدة الفقراء وإقامة موائد الرحمن، مؤمنًا بأن الخير في الدنيا هو زاد الإنسان للآخرة.
رمز للوفاء والأصالة
اليوم، وبعد سنوات على رحيله، لا تزال سيرته العطرة تتردد على ألسنة من عرفوه، فما تركه من إرث أخلاقي وإنساني يشهد له بأنه لم يكن مجرد رجل عابر في الحياة، بل كان مدرسة للأخلاق، تتعلم منها الأجيال معنى الصدق والوفاء والتضحية.
في هذا الشهر الفضيل، تتضرع القلوب بالدعاء له، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يجعل ما قدّمه من خير في ميزان حسناته، وأن يبقى اسمه مضيئًا في سجل الرجال العظماء.