سمو الأميرة غيداء طلال، ابنة لبنان البارة، التي اختارت أن تكون سندًا قويًا للأردن والمجتمع العربي بشكل عام في محاربة مرض السرطان. فهي لم تكن مجرد زوجة لأمير، بل أصبحت علامة بارزة في مجال الأعمال الخيرية والاجتماعية، حيث كرست نفسها لخدمة المرضى والعمل على تحسين مستوى الرعاية الصحية، خاصة في مجال السرطان.
من بيروت إلى عمان: رحلة عطاء استثنائية
ولدت سمو الأميرة غيداء طلال في 11 يوليو 1963 في بيروت، لبنان، في عائلة ذات تاريخ سياسي حافل. جدها، محمد علي سلام، كان نائبًا في البرلمان العثماني، بينما شغل عمها صائب سلام منصب رئيس وزراء لبنان. ولكن سمو الأميرة لم تختار الانغماس في العمل السياسي، بل اتجهت إلى مجال العمل الخيري.
في عام 1991، تزوجت من الأمير طلال بن محمد، ابن عم الملك عبد الله الثاني، وانتقلت للعيش في الأردن. ومنذ تلك اللحظة، لم تتوقف جهودها في دعم قضايا إنسانية هامة، خاصة قضية السرطان، التي أخذت منها قلبًا وعقلًا.
محاربة السرطان: معركة مستمرة
في عام 2001، أسست سمو الأميرة غيداء طلال مركز الحسين للسرطان في عمان، والذي يُعد من أبرز المؤسسات التي تسهم في محاربة مرض السرطان في المنطقة. كمنصّة طبية وعلاجية متقدمة، يعكف المركز على تقديم الدعم الطبي والنفسي للمرضى، كما يعمل على نشر الوعي بأهمية الوقاية المبكرة وسبل العلاج المتطورة.
سموها، وفي سبيل تعزيز هذه المبادرة، تواصل تحفيز جميع أفراد المجتمع العربي على المشاركة الفعالة في جهود مكافحة السرطان. ولا يقتصر دورها على جمع التبرعات، بل تتعداه إلى التأثير المباشر في صناعة القرار الصحي في المملكة، وتعزيز التعاون مع الجهات الطبية العالمية.
رؤية مستدامة: تعزيز الوعي والمشاركة المجتمعية
تتمثل أبرز رؤى سمو الأميرة في تمكين المجتمعات المحلية وتشجيع أفرادها على المشاركة الفاعلة في مواجهة التحديات الصحية. ففي العديد من المبادرات، كانت سموها تبذل قصارى جهدها لجعل قضايا السرطان أكثر وضوحًا، وتؤكد على أهمية الوقاية وضرورة الكشف المبكر.
في حديث لها، أشارت سمو الأميرة غيداء إلى أن "الوعي المبكر والتثقيف المجتمعي هما أولى الخطوات نحو تقليل انتشار السرطان في المنطقة". وقد أطلقت العديد من حملات التوعية التي لاقت استجابة واسعة على مستوى الدول العربية، وكان لها دور كبير في تحفيز الأفراد والمؤسسات لدعم مرضى السرطان.
الاستمرار في رحلة العطاء
من خلال مسيرتها الطويلة، أظهرت سمو الأميرة غيداء طلال التفاني والإصرار في كل جانب من جوانب عملها الخيري، وجعلت من قضية السرطان قضية وطنية وإنسانية بامتياز. وتهدف إلى تحقيق مزيد من الإنجازات في هذا المجال، مع توفير العلاج والرعاية لآلاف المرضى في الشرق الأوسط.
لم يكن دعم سموها لمرضى السرطان مجرد وظيفة، بل كان أملًا للعائلات التي تواجه تحديات المرض، ورمزًا للتضحية والعطاء اللامحدود.
سمو الأميرة غيداء طلال، ليست فقط أميرة ملكية، بل هي أميرة في قلوب الملايين من المرضى الذين يجدون في أعمالها الإنسانية مصدرًا للأمل والتغيير.