وُلد اللواء الركن كاسب صفوق الجازي عام 1928 في منطقة "غدير أبو صفاه" غرب الجفر، وسط بيئة صحراوية قاسية أنشأت فيه روح التحدي والصمود. ينتمي إلى عشيرة الجازي، إحدى العشائر الأردنية العريقة التي لعبت أدوارًا بارزة في التاريخ الأردني، خاصة في دعم الثورة العربية الكبرى. تلقى تعليمه في مدارس القوات المسلحة الأردنية، حيث أنهى دراسته الثانوية قبل أن يلتحق بالسلك العسكري، الذي شكّل حياته ومسيرته.
المسيرة العسكرية والتدرج في الرتب
التحق الجازي بالقوات المسلحة الأردنية عام 1944، وبدأ حياته العسكرية جنديًا بسيطًا قبل أن يثبت كفاءته وقدراته القيادية، ما جعله يتدرج بسرعة في الرتب العسكرية.
تولى عدة مناصب قيادية بارزة، منها:
قائد كتيبة.
قائد لواء.
قائد الفرقة المدرعة الثالثة الملكية.
قائد الفرقة الرابعة الآلية الملكية.
قائد الحرس الملكي.
قائد موقع مدينة عمان العاصمة.
دوره في معارك الأردن المفصلية
كان للواء الجازي دور بارز في عدد من المحطات التاريخية المهمة، حيث شارك في حرب 1948 دفاعًا عن فلسطين، ثم خاض غمار حرب 1967، التي شهدت سقوط الضفة الغربية بيد الاحتلال الإسرائيلي.
لكن المعركة الأهم التي سجل فيها اسمه بأحرف من ذهب كانت معركة الكرامة عام 1968، حيث قاد لواء الأميرة عالية، وكان له دور محوري في الصمود أمام العدو الإسرائيلي وتحقيق أول انتصار عربي بعد نكسة 1967. هذا النصر أعاد الثقة للجيش الأردني وللأمة العربية، وأثبت أن الجيوش العربية قادرة على التصدي للعدوان إذا توفرت الإرادة والعزيمة.
الاعتراف بدوره العسكري والوطني
نتيجة لإنجازاته العسكرية، حظي الجازي بتقدير واسع من القيادة الأردنية، ونال العديد من الأوسمة العسكرية تكريمًا لدوره الوطني.
بعد تقاعده من الخدمة العسكرية عام 1977، لم يتوقف عطاؤه، بل استمر في خدمة الوطن من خلال عضويته في مجلس الأعيان الأردني، حيث عُيّن في عدة دورات بين عامي 1977 و2003.
الوفاة والإرث الوطني
في 2 يونيو 2010، رحل اللواء الركن كاسب صفوق الجازي عن الدنيا، تاركًا وراءه إرثًا وطنيًا يعتز به الأردنيون. دُفن في مسقط رأسه ببلدة الجرباء في محافظة معان، وسط جنازة عسكرية وشعبية مهيبة تعكس مكانته الكبيرة في وجدان الأردنيين.
إرث خالد ورمزية وطنية
يظل اسم كاسب الجازي حاضرًا في الذاكرة الأردنية، ليس فقط كقائد عسكري، بل كرمز من رموز التضحية والفداء. فحياته كانت نموذجًا للانضباط، وحب الوطن، والولاء للقيادة الهاشمية. إن إنجازاته العسكرية وسيرته العطرة ستبقى نبراسًا يُلهم الأجيال القادمة، خاصة في ظل التحديات التي تواجه الأردن والمنطقة.
رحم الله اللواء الركن كاسب الجازي، وأسكنه فسيح جناته، وجعل تاريخه المشرق مصدر فخر للأردنيين جميعًا.