في النهار كانت دكّانة ابو عيسى ملقى الأحبة ، فبعد صلاة الظهر تجد ابا فلاح وابا عودة يلعبان القطنبر او القطار بحضور ابي فالح وابي اشعل وابي شريم وعندما يُنادى لصلاة العصر يذهبون ويؤدون صلاتهم وبعدها يعودون الى بيوتهم .
يعود ابو فلاح الى بيته وريقه ناشف وإمبلحِم من العطش ، ولكنه لا يفكر بالعطش والجوع بقدر ما يفكر بسيجارة الهيشي التي يفتقدها طيلة النهار ، ويتمنى لو شيخا يعطيه الإذن او يدلُّه على عُذر شرعي يستطيع بموجبه ان يدخن سيجارة بين كل آذان ، يعود حاملا بيده كيسا به عوّامة وآخر به تمر هندي وينادي ام فلاح متسائلا : وشوه فطورچ اليوم ؟
ام فلاح : شاكرية إبلحمة .
أبو فلاح : إبرنجي وعال العال . ديري بالج زيدي الكمية إشوي ، خوف طارش " ضيف بلا موعد " يجينا او واحد مقطوع .
ام فلاح : ما بدي وصاة يا ابن الحلال .
ابو فلاح : هوه بالله عليچ ناوشيني كيس هالهيشي هظاكوه إبلُب النِملية من تِحِت ، خلّيني اجهز أكم سيكارة مشان أمخمخ عليهن بعد هالفطور . فتعطيه كيس التِتِن ويبدأ بلف السجائر ويضعها في العلبة ، وفي كل مرَّة يلُف بها سيجارة يقوم بشم التتنات ومو مصدق متى يقول المؤذن الله وأكبر مشان يسمط سيكارة صَقُط إصفر قبل الأكل …
أبو حَنّا يقول لزوجته وأولاده خلال نهار رمضان : يا ام حَنّا ترا الدنيا رمضان وجيرانّا صايمين ، ديري بالِچ إتساوي أكل بالنهار ، خوف تطلع ريحته عندهم ، خلّي أكلنا بوقت أكل جيرانّا . وأنتوا يابه ديروا بالكوا تشتروا إشي من التُكّانه وتوكلوه بالنهار قدام أولاد الجيران .