في شهر رمضان المبارك، وفي هذه الأيام الفضيلة، تستذكر "نيروز الإخبارية" بكل فخر واعتزاز السيرة العطرة للمرحوم العميد الركن حمود طلاق حتمل العيادة الجبور، الرجل الذي كان نموذجاً في التفاني والإخلاص لوطنه، وصرحاً شامخاً من القيم والمبادئ التي يعجز الزمان عن محوها. لقد شكلت مسيرته العسكرية والأخلاقية مصدر إلهام للكثيرين، وأصبح اسمه محفوراً في ذاكرة الوطن بما قدمه من عطاء وتضحيات.
مسيرة عسكرية حافلة بالتضحية
العميد الركن حمود الجبور، الذي انخرط في صفوف القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي، كان أحد الضباط البارزين الذين تركوا بصمة واضحة في خدمة وطنهم. انطلق في مسيرته العسكرية بكل عزيمة، حيث عمل في مديرية الأمن العسكري، وأثبت جدارته وإخلاصه من خلال مشاركته في العديد من الدورات التدريبية العسكرية التي جرت في الأردن وخارجه، ليكتسب خبرات واسعة في المجال العسكري.
كانت سنوات خدمته مليئة بالتحديات، إلا أن حبه للجيش وللوطن كان دافعاً له للاستمرار والتفاني في أداء واجباته. في أروقة الجيش، كان العميد حمود معروفاً بتمسكه بالقيم العسكرية الأصيلة، وولائه العميق للقيادة الهاشمية التي لم يتردد في خدمة أهدافها بكل إخلاص، إلى جانب احترامه الكبير لرفاق السلاح الذين كانوا ينظرون إليه كمثال يحتذى به في العمل والانضباط.
أخلاق رفيعة ورؤية إنسانية
ما يميز العميد الركن حمود الجبور ليس فقط إنجازاته العسكرية، بل شخصيته الإنسانية الرائعة. كان يتمتع بأخلاق عالية، وكان محط احترام من الجميع، سواء في الجيش أو في محيطه الاجتماعي. اشتهر بحسن معاملته مع زملائه، وكان محبوباً من قبلهم جميعاً، بل كان يعد نموذجاً للإنسان الذي يضع خدمة الآخرين قبل نفسه.
منطقة الموقر، التي ينتمي إليها، شهدت في حياته الكثير من المواقف الإنسانية التي تتجاوز حدود الحياة العسكرية. كان الجبور ليس مجرد ضابط، بل كان مصدر دعم دائم للمجتمع، ولم يتوانَ عن تقديم يد العون في كل مكان.
التقاعد: مرحلة جديدة من العطاء
بعد تقاعده من القوات المسلحة الأردنية، لم يتوقف العميد الجبور عن العمل في خدمة الوطن، بل اتخذ من مجال الإصلاح بين الناس طريقاً جديداً لخدمة المجتمع. انخرط في العديد من الأعمال الخيرية والإصلاحية، وكان له دور كبير في حل النزاعات الاجتماعية وتعزيز التسامح بين مختلف فئات المجتمع.
لقد شكلت هذه المرحلة من حياته استمراراً لمسيرته في خدمة الناس وإصلاح ذات البين، محققاً بذلك رؤية إنسانية ترتكز على التفاهم والتعاون بين أفراد المجتمع. كانت تلك فترة لا تقل أهمية عن مسيرته العسكرية، إذ حقق فيها العديد من الإنجازات التي ساهمت في الحفاظ على وحدة النسيج الوطني.
إرث مستمر ووفاء للأجيال القادمة
رغم أن العميد الركن حمود الجبور قد غادر عالمنا، إلا أن إرثه الحي لا يزال يظل شعلةً مضيئة في حياة أبناءه وفي محيطه. لقد ترك سيرة طيبة للأجيال القادمة، سيرة مليئة بالقيم النبيلة التي لا يمكن أن تمحى من الذاكرة.
وفي خطوة تكريم لهذه السيرة العطرة، صدرت الإرادة الملكية السامية بترفيع نجله هيثم حمود طلاق الجبور إلى رتبة مقدم في القوات المسلحة الأردنية، مما يعكس استمرار العائلة في خدمة الوطن وإكمال مسيرة العطاء. هيثم، الذي نشأ على يدي أبيه الذي زرع فيه قيم الحب والولاء، أصبح اليوم مثالاً آخر على التفاني والولاء للوطن.
الدعاء للمرحوم:
وفي هذه الأيام المباركة، تتوجه "نيروز الإخبارية" بالدعاء إلى الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته. نسأل الله أن يوفق أسرته وأبناءه لما فيه خير الوطن، وأن يلهمهم الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.
إن سيرة العميد الركن حمود طلاق حتمل العيادة الجبور تمثل نموذجاً للرجال الذين عرفتهم القوات المسلحة الأردنية والذين قدموا حياتهم في خدمة الوطن. سيبقى اسمه خالداً في ذاكرة الأمة، وسينقل للأجيال القادمة كرمز من رموز الوفاء والإخلاص.