لا يغرّنك سراب بقيعة تحسبه ماء، ولا تظنن أن استقرار بلد آمن وسط محيط ملتهب جاء بمحض الصدفة. فهناك دولة تعرف كيف تحمي نفسها، وتدرك أن الأمن لا يتحقق بالمجاملة، بل بالحزم واليقظة.
الحماقة ليست في وجود الأوراق النتنة، بل في سوء التصرف بها. فمن يبقيها في بيته في مهب الريح معتقدًا أنه تخلص منها، سرعان ما يكتشف أنه قد أطلق الفوضى، وأن الريح ستجرفه هو قبل غيره.
الدولة لا تترك الفتنة تنتشر، ولا تسمح للرياح أن تعبث بأسس استقرارها. وهنا يأتي دور وزارة الداخلية، التي لا تنتظر حتى تتحول الشرارة إلى حريق، بل تتحرك في الوقت المناسب، بحزم يحفظ الأمن، وعقل يدير الأزمة بلا تهور.
الأمن ليس ورقة في مهب الريح، والاستقرار ليس خيارًا قابلًا للتفاوض. فمن لم يفهم حكمة الدولة، فسيلقنه الواقع درسه، لكن بعد فوات الأوان