في يومٍ حزين، فقدت القوات المسلحة الاردنية الجيش العربي أحد أبناءها البارزين، اللواء المهندس نايل محمد عساف الرقاد "أبو محمد"، الذي رحل عن عالمنا في 2021/11/6، بعد مسيرة حافلة بالعطاء والتفاني في خدمة الوطن والجيش العربي.
هذا الرجل الذي كان يعد أحد القادة العسكريين الأكثر احترامًا، ترك بصمة لا تُنسى في تاريخ القوات المسلحة الأردنية وفي قلوب الأردنيين كافة.
مسيرة حافلة بالإنجازات
وُلد اللواء الرقاد في مشرفة الرقاد ، حيث ترعرع في بيئةٍ عززت فيه قيم الشجاعة والإخلاص.
بدأ مشواره المهني في القوات المسلحة الأردنية، لينطلق إلى مسار عسكري طويل، اتسم بالقيادة الحكيمة والقدرة على اتخاذ القرارات الاستراتيجية التي ساهمت في تعزيز جاهزية القوات المسلحة.
وفيما تميزت مسيرته العسكرية، كانت مساهماته في تحسين وتطوير الأساليب التدريبية والتكتيك العسكري جزءًا من إرثه الذي يصعب نسيانه.
دوره القيادي في الجيش العربي
تولى اللواء نايل الرقاد العديد من المناصب القيادية في القوات المسلحة، كان أبرزها رئيس هيئة التخطيط الاستراتيجي في القوات المسلحة الاردنية /الجيش العربي.
هذا الدور جعله في صلب العمليات الاستراتيجية التي أدت إلى تطوير قدرات الجيش العربي، مع اهتمام بالغ ببناء فرق قتالية عالية الكفاءة وقادرة على مواجهة التحديات.
لا يمكن إغفال دوره الفاعل في تطوير برامج التدريب العسكرية، التي كانت ضرورية لتأهيل الأجيال الجديدة من الضباط والجنود.
لقد كان اللواء الرقاد مثالاً للقيادة الفعالة التي تسعى دوماً إلى استكمال المسيرة في سبيل بناء وطن قوي وآمن.
فقد شهدت فترته تعزيزًا كبيرًا للقدرات الدفاعية، لا سيما في ظل الظروف الإقليمية المتقلبة التي تطلبت استراتيجية متطورة ومتجددة لمواجهة التهديدات.
القيم والمبادئ التي لا تَغيب
من صفات اللواء الرقاد التي شكلت جزءًا من شخصيته العسكرية هو إيمانه العميق بالوطنية والعمل الجماعي.
فقد كان قائدًا يشجع على التعاون، ويؤمن بقوة الفريق الواحد لتحقيق أهداف أكبر.
تميز بفهمه العميق لأهمية التكامل بين القائد والمرؤوس، وكان يسعى دائمًا لتطوير وتحديث مهارات الجيل الجديد من ضباط الجيش وضباط الصف ، ليحملوا من بعده راية الوطن بكل فخر.
كان الرقاد يعتز بالوطن ويحمل المسؤولية الكبرى تجاه أمنه واستقراره، وتُعد تلك القيم جزءًا لا يتجزأ من إرثه الذي سيبقى حيًا في ذاكرة الأردن.
التأثير الباقي: في ذاكرة الوطن
لم يكن اللواء الرقاد مجرد ضابط عسكري، بل كان شخصية قيادية مرجعية يتوجه إليها الجميع للاستشارة والمشورة.
إسهاماته في تطوير الجيش العربي ورفع معنويات أفراده ستظل حية، وكذلك تأثيره على شباب الوطن الذين استفادوا من خبراته وحكمته.
رحيله يترك فراغًا كبيرًا، ولكن إرثه سيظل باقياً في المشاريع التي أسهم في تنفيذها، وفي الأجيال التي تتلمذت على يديه. ليس فقط العسكريون هم من سيشعرون بفقدانه، بل كل من عاشوا في ظل قيادته أو تتلمذوا على أيديِه، ومن عاشوا مع إنجازاته التي جعلت القوات المسلحة الأردنية من أفضل الجيوش في المنطقة.
رغم أننا فقدنا قائدًا من كبار القادة العسكريين في وطننا، إلا أن إرث اللواء المهندس نايل الرقاد سيظل خالداً في قلب كل أردني.
فمساهماته التي لا تُعد ولا تحصى في خدمة الوطن، ستبقى مصدر إلهام للأجيال القادمة في كيفية التضحية، والتفاني في خدمة وطنهم بكل شجاعة وإخلاص.
رحم الله ابو محمد الرقاد وأسكنه فسيح جناته، وجعل من إرثه علامةً فارقة في تاريخ الأردن الحافل بالإنجازات...