يُدرك الأردنيون تمامًا حجم المعاناة التي يمر بها أهلنا في غزة، ويتفاعلون بكل صدق ووجدان مع الألم الفلسطيني الممتد لعقود. لم يكن الأردن يومًا إلا سندًا حقيقيًا لفلسطين، في المواقف، والقرارات، والدعم الشعبي والرسمي. هذه الحقيقة لا تحتاج إلى تذكير، فالأردنيون هم الأقرب لفلسطين، دمًا وتاريخًا ومصيرًا.
لكن، في ظل ما يشهده الإقليم من أحداث، برزت دعوات مشبوهة تدعو إلى العصيان المدني في الأردن، بزعم التضامن مع غزة. وهي دعوات لا تخدم إلا أجندات خارجية تسعى لزرع الفتنة والتشكيك بموقف الدولة الأردنية من القضية الفلسطينية، بل وخلق حالة من الفوضى تستهدف وحدة الصف واستقرار البلاد.
إن محاولة استغلال القضية الفلسطينية كغطاء لضرب مؤسسات الدولة، والتطاول على الجيش والأجهزة الأمنية، والترويج للفوضى تحت شعارات زائفة، هي سلوكيات مرفوضة رفضًا قاطعًا من كل أردني حرّ وواعٍ.
نحن مع غزة، نعم.
نحن مع فلسطين، نعم.
لكننا في ذات الوقت نقول:
الأردن وطننا، وأمنه واستقراره خط أحمر، لا نسمح بتجاوزه.
الجيش الأردني ليس طرفًا يُهان، بل هو درعنا وسندنا. والأجهزة الأمنية التي تسهر على أمن المواطن، لن نقف صامتين أمام محاولات الإساءة إليها أو النيل من هيبتها. التخوين ليس وجهة نظر، والتحريض ليس حرية رأي، والعصيان المدني ليس وسيلة دعم، بل أداة فوضى يراد بها شرّ كبير.
نحن الأردنيون، وبصوت واحد، نرفض الانجرار خلف دعوات العصيان، وندعو إلى الحفاظ على وعي الشارع، وتمتين جبهتنا الداخلية، والاستمرار في دعم فلسطين من منطلقاتنا الثابتة لا من خلال محاولات التخريب والتشويش.
وفي الختام، نقف مع جيشنا الباسل، خلف قائدنا الحكيم، جلالة الملك عبدالله الثاني، في حماية وطننا واستقراره، ولن نسمح لأحد بأن يهدد أمننا أو يعبث به.