في زمن تكالبت فيه الأيادي العابثة والنيات السيئة على أمن الأوطان واستقرارها، نرى بعض المحاولات المشبوهة التي تسعى إلى زرع الفتنة بين الشعوب، لا سيما بين الشعبين الأردني والفلسطيني، اللذين تربطهما رابطة الدم والتاريخ والمصير المشترك.
إن ما نشهده اليوم من محاولات لإثارة الفوضى والتشكيك في المواقف، لا يخدم غزة، ولا فلسطين، بل يخدم أجندات خفية تهدف إلى زعزعة أمن الأردن، واستهداف مؤسساته، وعلى رأسها أجهزته الأمنية، التي أثبتت عبر السنين أنها الحصن الحصين لهذا الوطن.
الأردن، بقيادته الهاشمية وشعبه الواعي، لم يتخل يوماً عن فلسطين، وكان دائماً في طليعة الداعمين لها، ليس بالشعارات بل بالأفعال؛ فقد أنشأ المستشفيات، وأرسل الكوادر الطبية، وقدم المساعدات، ووقف الملك عبد الله الثاني في كل المحافل الدولية مدافعاً عن فلسطين وقضيتها، حاملاً همّ القدس، رافعاً صوت الحق.
فإلى أين يريد أولئك المتربصون أن يصلوا؟ ما الغاية من بث الفرقة والتشكيك؟ إنهم يسعون لتفتيت وحدة الصف، ولكننا نقول لهم: لن نسمح لأحد أن يمس تراب هذا الوطن، ولن نسمح أن تتحول قضيتنا العادلة إلى أداة للفوضى.
نحن مع فلسطين قلباً وقالباً، لكننا في ذات الوقت مع أمن واستقرار الأردن، ومع رجال أجهزتنا الأمنية، الذين يسهرون لحماية هذا الوطن من كل عابث. ولا مكان في وطننا لعصيان أو فوضى، بل للمحبة والتلاحم والوعي الوطني.
حمى الله الأردن ملكا وشعبا، وحمى فلسطين، وأسقط كل من يسعى لزرع الفتنة بين الأشقاء.