في مشهد يعكس أسمى معاني الإنسانية والتكافل ... ويجسد يقظة العين الساهرة التي لا تنام ... تلقى مركز القيادة والسيطرة في جهاز الأمن العام اتصالاً عبر الرقم الموحد 911 من والد طفلة تصارع مرض السرطان ... يناشد فيه إنقاذ حياة ابنته التي تحتاج بشكل عاجل إلى 10 وحدات دم.
لم يكن مجرد نداء استغاثة... بل صرخة أب يحمل في قلبه رجاءً أخيرًا ... فكانت الاستجابة من رجال الأمن العام بمستوى ما عوّدونا عليه دومًا : سريعة، فاعلة، وإنسانية... خلال وقت قياسي تحركت مرتبات جهاز الأمن العام ... وأُطلقت نداءات داخلية وخارجية لتأمين الكمية المطلوبة من الدم ... ليُكتب للطفلة فجر جديد وتُسطر صفحة ناصعة أخرى في سجل الوطن.
ما حدث لم يكن مجرد عمل أمني... بل كان عملاً وطنيًا نبيلًا ... ينبض بالمشاعر ويفيض بالرحمة... لم يكن رجال الأمن يؤدون مهمة وظيفية... بل كانوا يحملون رسالة حياة ويجسدون روح المواطنة الحقة التي لا تفرّق بين الزي الرسمي وثوب الأبوة... بين نداء الواجب وصوت الضمير.
لقد أثبت جهاز الأمن العام مرة أخرى أنه أكثر من مؤسسة أمنية... فهو صمّام أمان للمجتمع وسند إنساني لكل من ضاقت به السبل وضوء يبدد العتمة لمن تقطعت بهم الخيارات... فحين تنادي الأرواح تكون الإجابة من رجاله جاهزة مدعومة بروح الانتماء والعطاء.
والأجمل من ذلك أن هذه الاستجابة لم تكن استثناءً... بل هي نهج متجذر وثقافة راسخة في جسد المؤسسة الأمنية التي لا تتوانى لحظة عن الوقوف إلى جانب كل محتاج ... سواء أكان نداءه من أجل الأمن أو من أجل الحياة.
هنيئًا لنا بجهاز أمن عام هو فخر للوطن وحصن للمواطن ويد تمتد دائمًا بالعون في وجه كل محنة.... وهنيئًا لكل أب ولكل أم ولكل إنسان... بوطن لا يترك أبناءه وحدهم في مواجهة الألم.
ختاما... قد لا تعرف الطفلة الصغيرة اليوم ما حدث خلف الكواليس... لكنها ستكبر يوماً وتسمع عن رجال حملوا همّها ... وساهموا بدمائهم وجهودهم في كتابة أول سطر من قصتها مع الشفاء.
فشكرًا للأمن العام... شكرًا للإنسانية التي لا تتوقف عند الحدود... بل تتسابق مع دقات القلب لتنقذ نبض الحياة... وللحديث بقية.