تعتبر بلدة إرحابا من أبرز البلدات الخضراء في شمال الأردن، حيث تقع ضمن محافظة إربد وتحتضن الشريان الذي يربط محافظات الشمال (إربد، عجلون، وجرش) بغابات برقش السياحية وكهف السيد المسيح الأثري.
وتعد البلدة وجهة سياحية بثرواتها النباتية المتنوعة، حيث تعتبر مركزا رئيسيا للزراعة البعلية، ومع ذلك، تواجه البلدة تحديات كبيرة، أبرزها ضعف البنية التحتية، وتهالك الطرق وغياب الإضاءة في مدخلها الرئيس، وافتقاد الشواخص اللازمة للقيادة الآمنة، ما يهدد السلامة العامة ويعيق ازدهار الحركة السياحية.
وقال مدير "أشغال إربد"، المهندس معن الربضي، لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، اليوم الأربعاء، إن وزارة الأشغال رصدت عددا من المواقع المهمة التي تحتاج لصيانة مستعجلة وتوسعة في المحافظة، وأبرزها منطقة برقش والطرق التي تربطها بمحافظات الشمال.
وأكد أن توسعة الطرق تأخرت بسبب إجراءات استملاك بعض الأراضي، وبالنظر إلى الثروة الحرجية التي تتطلب المعالجة بالتعاون مع وزارة الزراعة بهدف الحفاظ عليها وسط إجراءات التوسعة.
وبين أن هناك مطالبات بتخصيص موازنة لعمليات التوسعة والصيانة من مجلس المحافظة، وضرورة إدراج عمليات الصيانة للمنعطفات الخطرة في منطقة الغابات، والتي تتطلب معالجة هندسية للحيلولة دون حدوث انهيارات، مشيرا إلى تحسين مداخل البلدات المجاورة والاهتمام بالبنى التحتية لمدخل منطقة إرحابا حال توفر المخصصات المالية من المنح والقروض خلال العام الجاري.
وتتميز "إرحابا" بارتفاعها الذي يتراوح بين 700 إلى 900 متر فوق سطح البحر، ما يمنحها مناخا معتدلا صيفا وباردا شتاء، ويجعلها من المناطق الزراعية الخصبة في شمال المملكة، فيما يعتمد سكان البلدة على الزراعة كمصدر رئيسي للدخل، حيث تشتهر بزراعة محاصيل العنب والتين والزيتون والرمان، إضافة إلى أنواع متعددة من الخضروات التي ترفد الأسواق المحلية، وتعزز من مساهمة القطاع الزراعي في الاقتصاد المحلي.
وقال المزارع ظاهر الديك، إن البيئة الزراعية في البلدة مواتية لإنتاج محاصيل متنوعة، مشيرا إلى أهمية دعم الجمعيات المحلية لتوجيه الزراعة نحو الأصناف الأنسب، بما يسهم في توفير دخل مستدام للعائلات المالكة للأراضي الزراعية.
ولفت إلى أن البلدة تحتضن مواقع سياحية بارزة، أبرزها "مطل وادي الرقبة"، الذي يتميز بإطلالته الخلابة على الغابات المحيطة، ويشكل مقصدا للأهالي والزوار من مختلف المناطق.
بدوره، أشار عضو مجلس بلدية المزار الجديدة لمنطقة إرحابا، محمد العبادة، إلى أن البلدة تعاني من تحديات خدمية تشكل عائقا أمام تطورها، رغم ما تتمتع به من مقومات طبيعية وزراعية، موضحا أن ضعف المخصصات المالية وارتفاع المديونية حدا من تنفيذ المشاريع التنموية في المنطقة.
وأوضح أن الطرق في إرحابا تعاني من تهالك واضح وكثرة الحفريات، إلى جانب غياب الشواخص والإضاءة التحذيرية، لاسيما على الطريق الرابط بين مثلث "إرحابا والقصور الملكية"، الذي يعد ممرا حيويا لسكان ألوية الأغوار الشمالية والكورة المتوجهين إلى العاصمة.
وأشار إلى أن منطقة "وادي الرقبة"، رغم جاذبيتها السياحية، تفتقر إلى المرافق الأساسية كالإنارة والبنى التحتية القادرة على استيعاب الحركة السياحية المتزايدة خلال المواسم.
من جهته، أكد الدكتور خالد بني عامر، أحد سكان المنطقة، أن مشكلات البنية التحتية تتفاقم مع غياب الصيانة الدورية للطرق وانتشار الحفر والتشققات، ما يزيد من مخاطر القيادة، خاصة في فصل الشتاء، مشيرا إلى أن كثافة الضباب وغياب الإنارة على الطرق الفرعية والرئيسية يهددان سلامة السائقين والمشاة في ظل تكرار الحوادث المرورية.
وأشار إلى أن بعض الطرق التي تربط البلدة بالمناطق المجاورة، مثل غابات برقش السياحية، تحتاج إلى إصلاحات عاجلة لتفادي الحوادث، خاصة خلال موسم الربيع الذي يشهد إقبالا على التنزه في تلك المناطق.
وطالب المواطن خلدون العبادة بضرورة صيانة وتأهيل الطرق، وتزويدها بالإنارة الكافية، لا سيما في المواقع التي تشهد حركة مرورية نشطة، داعيا إلى دعم الجمعيات المحلية والمشاريع الإنتاجية، وتوفير البنية التحتية اللازمة لتسويق المنتجات الزراعية، بما يعزز الاقتصاد المحلي ويحقق تنمية مستدامة.
وعلى صعيد متصل، قال رئيس بلدية برقش، خالد الفقيه، إن الحركة السياحية في منطقة غابات برقش تشهد تزايدا ملحوظا مع دخول فصل الربيع، داعيا إلى توسعة الطريق وإنشاء تلفريك في المنطقة وإنعاش الحركة الاقتصادية والتنموية فيها.
وبين الفقيه، حاجة البلدية للدعم لتلبية متطلبات الاهتمام بالمنطقة سياحيا، من خلال توفير المرافق العامة وجمع النفايات والمحافظة على البيئة والثروة الحرجية، مؤكدا تنوع المواقع السياحية التي تشرف عليها البلدية كـ "مغارة برقش" ومحميتها للحياة البرية.
من جانبها، أكدت مديرة سياحة محافظة إربد، مشاعل الخصاونة، أن مغارة برقش والمنطقة المحيطة بها ضمن اهتمام وزارة السياحة وخطتها الاستراتيجية لإعادة تأهيلها وتطويرها بالتعاون مع جامعة اليرموك لتصبح آمنة لاستقبال الزوار.
وأوضحت أن إنشاء تلفريك في برقش يتطلب وجود استثمار من القطاع الخاص، وهذا الجانب يتم العمل عليه من خلال هيئة تنشيط السياحة لحث المستثمرين على الإقبال على المناطق السياحية بشكل عام وفقا لميزاتها وخصائصها السياحية.
ولفتت إلى أن منطقة (وادي الرقبة) هي من المقاصد السياحية الطبيعية، وهي غير مدرجة ضمن المشاريع السياحية حاليا، وهناك دراسة لتكون ضمن هذه المشاريع لتطوير الموقع وتأهيله للزيارة