"صحراء حمرا حمد... مكانكم الطبيعي يا أصحاب الشعارات المنحرفة"
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
للكاتب والمحلل الأمني د. بشير الدعجه.
معالي وزير الداخلية المحترم،
مع اقتراب حلول الموسم السياحي، تتجه أنظار الأشقاء في الخليج العربي وآلاف الزوّار من مختلف أنحاء العالم نحو الأردن، هذا الوطن الجميل الآمن، الذي لطالما كان المتنفس الوحيد في المنطقة، والمقصد الأول لعشّاق الطبيعة والتاريخ والطمأنينة... من المغطس المبارك، حيث تعمّد سيدنا عيسى عليه أفضل الصلوات والسلام، إلى البترا ووادي رم وجرش والعقبة، تستعد المملكة لاستقبال أفواج السياح والمصطافين، في موسم نأمل أن يحمل الخير والفرج لآلاف الأسر الأردنية التي تنتظر هذا الموسم بفارغ الصبر لتحسين أوضاعها المالية والاقتصادية.
غير أن المشهد الداخلي بدأ يبعث على القلق، بفعل ما نشهده من مظاهرات ومسيرات بدأت تنحرف عن أهدافها، وتتحول إلى منصات للشتائم والتحريض والإساءة، ليس فقط لمؤسسات الدولة، بل لقواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية التي تسهر ليل نهار على أمن الوطن والمواطن... تم التمادي على الخطوط الحمراء، وتجاوز الحد في حرية التعبير لتصبح فوضى لفظية وجسدية، واعتداءات مرفوضة على من هم في الصفوف الأمامية لحماية البلاد.
معالي الوزير،
نخاطبكم بصدق ومسؤولية، ونقترح أن يتم نقل هذه المسيرات إلى صحراء (حمرا حمد) ، تلك المساحات الشاسعة الممتدة على مدّ البصر، والتي تتميز بصفاء الأفق وصدى الصوت العالي... هناك، سيجد المحتجون متسعاً لأصواتهم، دون أن يقطعوا الطرقات أو يعطلوا الأعمال أو يثيروا الذعر بين الناس أو يشوهوا صورة البلد أمام زوّاره... وهناك أيضاً سيتعرفون عن قرب على "الجيش العربي" الذي وصفوه زوراً بأنه "نايم"، وسيعلمون من هم الساهرون على حماية هذا الوطن، ومن هم الذين يضحّون بأرواحهم ليبقى الأردن آمناً مستقراً.
في صحراء (حمرا حمد) ، سيجد المحتجون ما يكفيهم من رمال وحديث ومجال للتعارف الحقيقي، بعيداً عن عدسات التصيّد وأيادي التحريض وأجندات الخارج... هناك يمكنهم أن يحتجوا كما يشاؤون، دون المساس بأمن الوطن وكرامة أفراده.
معالي الوزير،
الاستمرار في هذه "المهزلة" – ولا نصفها إلا بما أصبحت عليه فعلاً – قد ينعكس سلباً على صورة الأردن، ويضرب الموسم السياحي المنتظر في مقتل... فالسائح يبحث عن الأمان، وإذا فقد الشعور بالطمأنينة، فلن يعود، ولن يُنصح غيره بالقدوم.
إننا نعوّل عليكم لوقف هذا الانفلات، وحماية الموسم، ومحاسبة كل من تجرأ على رموز الدولة ومؤسساتها، وإعادة الأمور إلى نصابها، دون المساس بحرية التعبير، ولكن بضبطها ضمن حدود القانون والمسؤولية الوطنية.
حما الله الأردن، ملكاً وشعباً وجيشاً والاجهزة الأمنية ،