بادئ ذي بدء، معالي مازن الفراية هو ابن القوات المسلحة الأردنية، وابن أحد أبطال معركة الكرامة، وابن محافظة الكرك العزيزة.
وفي هذا المقال لا أرتجي منه منفعة شخصية ولا مصلحة خاصة، بل هو واجب أملاه عليّ الضمير للدفاع عن زميل عسكري متقاعد تعرض لهجمة ممنهجة.
عزَّ عليَّ أن أرى من عرفناه عن قرب - صاحب دين وخلق ودماثة أخلاق - يُستهدف بمحاولات تشويه لسمعته.
إن ما يتعرض له معالي مازن الفراية ليس إلا اغتيالًا معنويًا لشخصيته.
وكلمة "اغتيال" مشتقة من "الغيلة"، أي القتل على غفلة. في علوم الإدارة والسياسة والإعلام، يُستخدم هذا المصطلح للدلالة على الإضرار بسمعة الفرد أو الجماعة بالافتراء والتشهير.
إنه قتل معنوي يزهق الروح دون المساس بالجسد. وفي حالة معالي مازن الفراية، يبدو أن هذه الهجمة تأتي في توقيت مدروس لتشويه صورته أمام المجتمع، عبر تضليل الحقائق والتلاعب بها لتقديم صورة غير صحيحة عنه.
لماذا الآن؟ ياسادة يا كرام ؟؟؟
لا يختلف اثنان على أن معالي مازن الفراية خصم شريف وصاحب مبدأ، معروف بين زملائه المتقاعدين بحسن أخلاقه وأدبه. لكن خصومه - سواء سياسيين أو اجتماعيين - أطلقوا في هذه الفترة الحساسة شائعات باطلة بحقه، منسوبة إلى أفعال أو تصريحات لم تصدر عنه.
هذه الشائعات تهدف إلى إشغاله و تشتيت تركيزه، والنيل منه لثنيه عن نهجه القويم.
لقد أُلصقت به اتهامات دون سند أو دليل، لكن كما قال العرب قديمًا: "لا تُرمى إلا الشجرة المثمرة".
على الإنسان الحصيف أن يصم أذنيه عن هذه الأقاويل الكاذبة، ويواصل مسيرته واثقًا بنور الحق الذي سيظهر عاجلًا أم آجلًا.
أن شيوع ظاهرة اغتيال الشخصية عبر نشر معلومات مغلوطة وإشاعات مضللة، سواء عبر المواقع الإخبارية أو منصات التواصل الاجتماعي، هو أمر دخيل على قيمنا وتقاليدنا الأصيلة.
هناك فرق شاسع بين النقد البناء الذي يصدر عن وطنيين غيورين يسعون لمصلحة الوطن، وبين النقد الهدام الذي ينطلق من أجندات خاصة تهدف إلى تصفية حسابات شخصية أو سياسية عبر الذم والقدح.
لقد كفل الدستور الأردني حرية الرأي والتعبير ضمن حدود القانون، لكن هذه الحرية يجب أن تكون منضبطة ومسؤولة.
الحرية بلا ضوابط قد تؤدي إلى الفوضى وإثارة الفتن، ونشر الكراهية في المجتمع.
لذا، يتعين علينا تحري الدقة والمصداقية في التعامل مع الأخبار، والتثبت من صحتها من مصادر رسمية قبل ترويجها.
اخيرا
إن الواجب الوطني يحتم علينا أن نكون على قدر المسؤولية في مواجهة هذه الظواهر. يجب أن نتحلى بالوعي الكافي لتمييز الحقيقة من الإشاعة، وأن ندعم الشخصيات الوطنية التي تخدم الوطن بنزاهة وإخلاص.
معالي مازن الفراية، كغيره من الشرفاء، يستحق منا الدعم والتضامن في مواجهة هذه الحملات المغرضة ضده وضد شرفاء هذا الوطن.