في زمنٍ تتعاظم فيه التحديات وتتسارع فيه التحوّلات، أقف أمامكم اليوم لا لأطلب ثقتكم فحسب، بل لأحمل معكم أمانة المسؤولية وراية الدفاع عن كرامة المهنة، وعن حقوقنا كمحامين ومحاميات، وعن وطننا الذي نستمد منه العزيمة والكرامة أنا رنا التل، مرشحة لموقع نقيب المحامين الأردنيين، أتقدم إليكم حاملةً في قلبي حب الأردن، وإرادة التغيير، وعزيمة لا تلين.
نحن أبناء الأردن، بلد المجد والكرامة، بلد النخوة والشهامة، بلد الرجال والنساء الأحرار. نفاخر بقيادتنا الهاشمية، وعلى رأسها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، الذي لم يتوانَ يومًا عن نصرة القضايا العادلة، وكان وما زال صوت الحكمة والعروبة في عالمٍ يموج بالاضطرابات. نقف خلف قيادتنا بإيمان راسخ، ونجدد العهد بالوفاء لهذا الوطن العزيز، ولجيشنا العربي المصطفوي الذي نحني له الهامات، ولأجهزتنا الأمنية الساهرة على أمننا واستقرارنا، والتي تمثل الدرع الحامي والسند القوي في وجه كل من يحاول المساس بهذا الوطن.
زميلاتي وزملائي،
المحاماة لم تكن يومًا مجرد وظيفة أو مهنة، بل هي رسالة سامية، وقضية عادلة، وشرف عظيم. نحن صوت الحق وركيزة العدالة، وجزء لا يتجزأ من بناء دولة القانون والمؤسسات. ومع كل هذه المكانة، ما زلنا نُهمّش، وتُؤجل حقوقنا، وتُنتقص كرامتنا في كثير من المواقف. من هذا المنطلق، نقولها اليوم بكل وضوح: نطالب بكرامة حقيقية للمحامي، نطالب باحترامنا في أروقة المحاكم وفي المؤسسات كافة، ونطالب بأتعاب عادلة تُحصَّل دون مماطلة أو إذلال. نطالب بتدريب حقيقي يليق بالزملاء الجدد، وببيئة مهنية تدعمهم وتؤهلهم للنجاح، لا أن تستغلهم تحت مسمى التدريب.
إن النقابة التي نحلم بها ليست مجرد مبنى، ولا لافتة، ولا شعارات مؤقتة، بل هي كيان حيّ يُعبّر عن صوت المحامين والمجتمع. نريد نقابة لا تتبع إلا ضميرها، لا تنحاز إلا لكم، لا تخضع لأحد، بل تقود المشهد القانوني والوطني بقوة وكرامة. نقابة تُعيد للمهنة هيبتها، وللعدالة حضورها، وتكون شريكًا فاعلًا في تطوير التشريعات وصياغة السياسات الوطنية.
ولا يمكن أن نتحدث عن الضمير والعدالة دون أن نستحضر جرح الأمة النازف... غزة. غزة التي تُقصف وتُحاصر وتُستنزف، لكنها تأبى الانكسار. من هنا، من قلب عمّان، من نقابة المحامين الأردنيين، نعلنها واضحة: نحن معكم يا أهل غزة، قلوبنا معكم، ونقابتنا ستكون منصة للدفاع عنكم، صوتًا حرًا ضد الاحتلال، وموقفًا لا يلين في وجه الظلم. سنسعى لأن يكون للنقابة دور حقيقي وفاعل في دعم قضيتنا المركزية فلسطين، قانونيًا وإنسانيًا وأخلاقيًا.
أما المرأة، فهي ليست فقط نصف المجتمع، بل روح المجتمع، وميزان العدالة فيه. زميلاتي المحاميات، لقد آن الأوان أن نكسر الصورة النمطية، وأن نؤكد للجميع أن المرأة قادرة على القيادة، على التغيير، على صناعة القرار. ترشّحي اليوم لموقع نقيب المحامين لا يأتي فقط لإثبات حضور المرأة، بل لتأكيد أنها قادرة على إدارة النقابة بكل كفاءة واقتدار، برؤية شمولية، تجمع بين الحزم والعدل، وبين الحنان والمسؤولية.
أيها الزملاء والزميلات،
إنني أضع أمامكم رؤية نقابية وطنية شاملة، تعيد للنقابة دورها الحقيقي، وتحفظ كرامة المحامي، وتُعلّي من قيمة المهنة، وتُسهم في خدمة الوطن والمواطن. لا أعدكم بالمستحيل، لكن أعدكم بالصدق، والعمل الجاد، والانحياز التام لكم، لقضاياكم، ولمستقبلكم. لن أساوم على حقوقكم، ولن أصمت على ظلم، ولن أتوانى في الدفاع عنكم في كل الميادين.