2025-04-22 - الثلاثاء
مؤتمرا صحفيا للحديث عن أهم قرارات مجلس الوزراء عند الثانية عشرة ظهرا nayrouz طرح فرص استثمارية في موقع تلفريك عجلون تشمل مطاعم ومقاهي nayrouz حسان يعزي أهالي ضحايا حادث جرش nayrouz لأول مرة .. ارتفاع اسعار الذهب محليا الى 71 دينار للغرام nayrouz طالب عمان الأهلية "الجعفري" يفوز بفضية الدوري العالمي الممتاز للكاراتيه في القاهرة nayrouz رئيس الوزراء يطمئن الأردنيين: لا نية لرفع الضرائب nayrouz الأونروا: الأزمة الإنسانية في غزة الأسوأ منذ أكتوبر 2023 nayrouz افتتاح أعمال البرنامج التدريبي للكوادر الفنية في القطاع الصناعي nayrouz حسان: الأردن دولة لا يُختبر صبرها ولا أحد يستقوي عليها nayrouz اسرائيل تفجر منزلا لعائلة شهيد شمال القدس nayrouz السياحة: إنطلاق رحلات "أردننا جنة" الخميس nayrouz مشاركة أردنية في المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط nayrouz طلبة التمريض بجامعة الزرقاء ينفذون سلسلة مبادرات توعوية لخدمة المجتمع nayrouz نجل أردوغان: لا أرغب في أن أصبح رئيسا nayrouz رسائل مبشّرة من بوتين وزيلينسكي .. "منفتحون على الحوار" nayrouz الخريشا تلتقي فريق تطوير المديرية ...صور nayrouz ارتفاع أسعار النفط عالميا nayrouz ديوان عشيرة العكمة - الجبور يوجه رسالة شكر وتقدير للأستاذ نايل القضاة nayrouz وزير الخارجية الايراني: لا نية لنا للتفاوض علناً nayrouz استعدادا لمونديال 2030..المغرب يخطط لرفع سعة مطاراته إلى 80 مليون مسافر nayrouz
وفيات الأردن ليوم الثلاثاء 22 نيسان 2025 nayrouz النعيمات ينعى والد المقدم الركن بلال الفريحات في ذمة الله nayrouz تشييع جثمان المقدم المتقاعد باسل العلاونة بمشاركة رسمية من مديرية الأمن العام - صور nayrouz المقدم الركن طارق محمد الصرايرة في ذمة الله nayrouz نضال الدبعي الحياصات في ذمة الله nayrouz وفاة طفلة إثر تدهور مركبة على طريق المفرق جابر nayrouz وفاة المفكر والمناضل الأردني نزيه أبو نضال nayrouz الحاج عمر محمود الخطيب الحوارات في ذمة الله nayrouz وفيات الأردن ليوم الإثنين 21 نيسان 2025 nayrouz خالد محمد بني خالد "أبو مشعل" في ذمه الله nayrouz وفاة المقدم المتقاعد باسل العلاونة "أبو محمد" nayrouz المهندس مخلد الحسينات المناصير في ذمة الله nayrouz الأردن.. أهالي الصريح يوارون جثمان طبيب عراقي توفي وحيدًا في الغربة nayrouz وزارة المياه والري تنعى وفاة والدة مدير وحدة الرقابة الداخلية " العلاوين " nayrouz الجبور يعزي زميله رفيق السلاح بلال المبيضين بوفاة والدته nayrouz الحاج طالب عبد الرحمن ياسين"ابو محمد" في ذمة الله nayrouz وفيات الأردن ليوم الأحد 20 نيسان 2025 nayrouz حمدي ابراهيم أبو حجر الحياصات في ذمة الله nayrouz وفاة حمزة علي السلمان بعد صراع مع المرض nayrouz وفيات الأردن ليوم السبت 19 نيسان 2025 nayrouz

"عروس الغَرْقَة" لأمل الصخبورية.. سرد يحلّق في فضاء الثنائيّات

{clean_title}
نيروز الإخبارية :



عمَّان- نيروز 

في واحد من الأنماط السرديّة في الرواية، يلجأ المؤلّف إلى بناء روايتين في رواية واحدة، وقد تكون إحداهما مخطوطة مثلاً، كما في "سمرقند" لأمين معلوف، و"عشاق وفونوغراف وأزمنة" للطفية الدليمي، و"البيت الأندلسي" لواسيني الأعرج، ويجد القارئ الكثير من التعاشق بين شخصيات هذه وتلك على الصعيدين النفسي والفكري، وتقوم كلتا الروايتين بدور رئيس لإيصال مقولة الروائي للقارئ، وهذا نمط من شأنه أن يوسّع فضاء السّرد بشكل كبير، ومثير أيضاً.

في هذا الإطار تأتي رواية "عروس الغَرْقَة.. سيرة انتفاضة الماء" للكاتبة العُمانية أمل عبدالله الصخبورية، إذ تحكي بطلة الرواية الأساسيّة عن بطلة رواية أخرى، فرضت نفسها على الأحداث، التي يتداخل فيها الماضي والحاضر، والتي ما فتئت تؤكّد لنا دائماً أنّ "التاريخ يعيد نفسه".

هي مواءمةٌ ما بين التاريخ والخيال في الوقت نفسه، إذ يتيح التاريخ نقل المشاعر الإنسانيّة وتوثيقها بأمانة، في حين يوفّر الخيال فضاءً رحباً لنمو الشخصيات وتطورها وفق مخطط مبتكر على صعيد السرد والحكي.

في روايتها الجديدة، الصادرة عن "الآن ناشرون وموزعون"، والواقعة في 244 صفحة من القطع المتوسط، تجترح الصخبورية زمنين متوازيين، لتبدو  "عروس الغرقة" نصَّين لا نصّاً، وسيرتَين لا سيرة واحدة، وعالمَين مختلفين في الظاهر: عالم "غدق" الشابة العمانية (العروس) وحياتها الجديدة في منزل سعود "الزوج"، الذي حددته الكاتبة بعام 2007، وعالم "زيانة حمد"، المولودة في زنجبار لوالد عُماني وأم زنجبارية.

تبدأ الصخبورية روايتها بعبارة أقرب إلى اللوحة الفنية، تقول فيها: "إنها ليست مجرد رواية.. إنها كلمات من لحم ودم". وتضيف مدخلاً لروايتها تقول فيه: "في رحلة التردُّد، ما بين مواجهة مخاوفنا وبين الهروب منها، سيكون القرار الصائب هو ما نُقدِم عليه في نهاية المطاف".

يحضر الماء في الرواية بوصفه معادلاً موضوعيّاً للمستقبل، فلا بدّ من انتفاضة لهذا الماء كي تتحقّق كينونته، ومن هنا جاء العنوان الفرعي للرواية: "سيرة انتفاضة الماء"، وبطبيعة الحال فإن للماء مكانة متأصلة في تفاصيل حياة الإنسان وممارساته بعامة، وبتفاصيل وحياة العُمانيين بخاصة، فبينما هو شحيح ونادر ومطلوب، فإنه قد يتوفّر بشكل يخلّف الكوارث الطبيعية، بيد أن الأسئلة في الرواية حوله ستظلّ تطوف وتسعى..

ومن ذلك ما يطالعنا في مستهلّ الرواية:

"(غدق).. هكذا أسمتني أمي وهي تكابد آلام المخاض، وماء الولادة ملأ أربعة سطول. والسيل في الخارج يجلد الأرض بغزارته. قال الجميع إن مَقْدمي على الدنيا خير، لذا لا بد أن يكون لاسمي نصيب من ذاك الغيث الذي روى العباد والزرع والبهائم بعد طول انقطاع، أيَّد الكل وبارك انتقاء أمي لاسمي: غدق".

وتحضر الحكايات الشعبية في هذه الرواية بشكل لافت للنظر، بخاصة تلك التي ارتبطت بالماء. ففي الفصل المعنون بـ "غدق" تصارح البطلة نفسها بخبيئة مشاعرها فتقول: "كنتُ أكثر جُبناً من مواجهة الماضي، كنت أضعف عزيمة من ذاكرتي، كانت ذكرياتي شرسة كجلاد منزوع الرحمة، ترى أين غادرت تلك الشجاعة التي استنهضتها في لحظة الشدة؟".

أما الفصل المعنون بـ "صندوق مجهول الهوية" فتقول فيه الساردة حول ما تعرَّضت له البطلة الحالية، ومدى حرصها على صندوق أسرار البطلة التاريخية: "عادت غدق من غمار ذكرياتها وهي وسط كومة لا تُحصى من الأشياء، في تلك الأثناء ورغم انشغالها الشديد في إنهاء ترتيبات الانتقال إلى البيت الجديد، وجدت نفسها تقف وتلقي كل ما في حِجرها عدا صندوق زيانة، احتضنته قرب صدرها وفي يدها اليمنى الرسالة الأخيرة".

وتستكمل الساردة بُعَيد فقرة واحدة في الفصل نفسه متحدِّثةً عمَّا قرَّرته "غدق" (بطلتها الأولى) فيما يخص صندوق "زيانة" (بطلتها الثانية): "قرَّرتْ أخيراً أن تخرج من صومعة صمتها، أن تتكلَّم عن كل شيء، أن تفرغ حمولة قلبها وتحكي تفاصيل النكبة، ذلك الصندوق وحكاية صاحبته. رجَت غدق أختها أن تكتب نيابةً عنها، عن كل ما مروا به، وما سيفعلونه حيال صندوق زيانة، طلبت منها كذلك، أن تعيد كتابة رسائل زيانة وسط حكايتها وحكايات الآخرين ممن عاشوا أزمة الماء الغاضب، لعلَّ أحدهم يقرأ لها ويعرفها".

وفي الفصل المعنون بـ "مذياع مفقود" تقول الساردة واصفةً ما تعرَّضت له أسرة "سعود" زوج "غدق" من أهوال قائلةً: "كان الأب جالساً على طابوقة في زاوية من الفناء وهو يتأمَّل بحزن ركام داره ويفكِّر من أين له أن يبدأ وقد فقد داره ومزرعته التي أفنى شبابه في خدمتها؟ ليضيع كل ذلك في ساعات قليلة تحت الماء".

وفي الفصل المعنون بـ "رسالة زيانة حمد (8)" تتحدث الساردة عن ذلك الشعور الذي غزا قلب زيانة للمرة الأولى حين شعرت ببوادر الحب فتقول: "يا الله! شعور جميل يلامس قلبي لأول مرة". لا أعلم ما الذي أربك مشاعري حين وقعت عيناي عليه، لطالما رسمت حدوداً فاصلة بين قلبي وبين عالم الرجال، ولكن ما حصل هنا أمر مختلف، ثمة مشاعر تقتحم سدود قلوبنا وتعلن انتصارها أمام ما آمنا به ذات يوم".

وتلجأ الروائيّة إلى استخدام تقنية "التدوير" في نهاية الرواية، من خلال استخدامها فقرة تصلح لأن تكون مفتتحاً للرواية، إذ تقول: "عادت إلى المقهى الذي كانا يجلسان فيه لتناول وجبة خفيفة، كان قلبها يخفق بشدة من قوة الركض وبُعد المسافة التي قطعتها إلى المقهى، تنفَّست الصعداء حين وجدت مسودة رواية (عروس الغرقة) في مكانها على الكرسي الذي كان بجانبها. في تلك الأثناء سمعت تنبيهاً من مكبرات الصوت: (النداء الأخير، على السادة المسافرين على متن الرحلة المتوجهة إلى تنزانيا زنجبار، التوجه حالاً إلى الطائرة قبل إغلاق البوابات)".

يُذكر أن الصخبورية معلمة، ونائبة رئيس اللجنة الثقافية لجماعة قارئون، وعضو في صالون مداد الثقافي، قدمت العديد من الورش واللقاءات التطوعية المختصة بالقراءة والكتابة في محافل ثقافية على المستويين المحلي والعربي. صدر لها: "مفتاح الخريطة إلى مملكة أمل" (2020) و"تعويذة الوادي" (2022).