أشهر الباحث والأكاديمي الدكتور أسامة السليم مساء اليوم الإثنين في القاعة الرئيسة بدائرة المكتبة الوطنية، كتابه "المجتمع المدني والتحول الديمقراطي في الأردن".
وشارك في إحتفائية إشهار الكتاب وزير الخارجية الأسبق الدكتور مروان المعشر، ورئيس جمعية الحوار الديمقراطي الوطني العين محمد داودية، ورئيس تحرير صحيفة الرأي اليومية الزميل الدكتور خالد الشقران، ورئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية الدكتور خالد شنيكات، وأدارها الدكتور هشام القواسمة.
وتحدث الدكتور المعشر عن موضوعات ورد ذكرها في الكتاب ومن أبرزها العنوان، مستعرضاً جوانب التأثير وقوته بالتحول الديمقراطي في الأردن.
وناقش في مداخلته العلاقة بين المدنية والديمقراطية وبالتالي مفهومي المجتمع المدني والمواطنة، لافتاً إلى أن مفهومي المجتمع المدني والمواطنة ما زالا غير مفهومين لدى شريحة كبيرة من الناس.
ولفت إلى الورقة النقاشية السادسة لجلالة الملك عبد الله الثاني والتي حملت عنوان "سيادة القانون أساس الدولة المدنية"، مبيناً أنها عرضت أسس الدولة المدنية.
وأكد في الإحتفالية التي حضرها جمهور كبير بينهم أكاديميون وأساتذة العلوم السياسية ونواب وصحافيون، أن الدولة المدنية لا تعادي الدين وأن نقيض الدولة المدنية هي الدولة السلطوية، إذ أن الدولة المدنية والديمقراطية متلازمتان.
وبين أن الكتاب يتحدث عن دور الفكر المعرفي في تعميق مفهوم الديمقراطية وإستدامتها في المجتمع الأردني.
وأستعرض الورقة النقاشية السابعة لجلالة الملك والتي تؤكد أهمية إستراتيجية التعليم ودوره في بناء المجتمع.
وأعتبر الدكتور المعشر أن الكتاب يعد إضاءة مهمة جداً في طريق التحول الديمقراطي الطويل والصعب.
وأثنى العين داودية على جهود المؤلف الدكتور السليم الذي يعد باحثاً صلباً وصعباً ومواظباً على مهمته بإخلاص.
ونوه بأن المؤلف قدم في كتابه أفكاراً ومقترحات جديدة، لافتاً إلى أنه لم يكتف بالبحث بل ساقه إجتهاده ليوشك بأن يكون منظراً.
وقال إن هذا الكتاب يعد دراسة حالة إذ ذكر المؤلف أثر مؤسسات المجتمع المدني على تقييم الديمقراطية والمجتمع المدني.
وأشاد بالجهد الكبير المبذول في الكتاب والذي شمل عودة المؤلف إلى العديد من المصادر المختلفة والتي أجملها الكتاب بنحو 30 صفحة.
وأشار الدكتور شنيكات في مستهل حديثه إلى أنه يوجد في العالم نحو 10 ملايين مؤسسة مجتمع مدني، وفي الأردن نحو ألفين مؤسسة، مبيناً أن نشوء مؤسسات المجتمع المدني في العالم بدأ قبل 400 عام بالتزامن مع حركة التنوير وصعود مفهوم الليبرالية.
وأشار إلى أن أواخر العهد العثماني شهد نشاطاً لمؤسسات مجتمع مدني.
ورأى أن العالم ينزاح نحو حكومة عالمية توجهه مؤسسات المجتمع المدني، مشيراً إلى أن هذه المؤسسات هي التي قادت موجات التحول الديمقراطي في العديد من الدول النامية.
ونوه بأن كتاب "المجتمع المدني والتحول الديمقراطي في الأردن" يعد جهداً مطلوباً وتغطية تاريخية في فترة تتعلق بالقوانين الناظمة لمؤسسات المجتمع المدني، مؤكداً أن هذه المؤسسات ليست بديلاً عن الدولة.
وأستذكر الدكتور الشقران مرحلة زمالته مع الدكتور السليم في فترة دراسة الماجستير عام 1994.
ونوه بأن هذا الكتاب يؤكد أهمية المجتمع المدني ومؤسساته لتحقيق عملية التطور والتحول الديمقراطي.
وأستعرض أبرز ما تناوله الكتاب وما تضمنه من أفكار، ومنها أهمية الاصلاح المؤسسي والمساءلة، واللتان تعدان من أبرز الموضوعات التي تسهم بالتقدم الديمقراطي وتعزيز حضور المجتمع المدني.
من جهته، قدم الدكتور السليم شكره للمشاركين لما قدموه من مداخلات.
وقال إنه أثناء إعداده الدراسة والبحث لهذا الكتاب لفت نظره قلة الدراسات الاردنية في موضوع المجتمع المدني والتحول الديمقراطي ليس فقط بالمقارنة مع الدول الغربية بل حتى مع دول المغرب العربي.
وأستعرض عدداً من الخلاصات والنتائج التي أوردها الكتاب، مشيرا إلى أن أبرز مؤسسات المجتمع المدني في الأردن هي مؤسسات الحركة النسائية والتي أسهمت بتحقيق عدد من المكتسبات للمرأة الأردنية ووصول العديد من النساء إلى مواقع متقدمة ومنها البرلمان.
وكان ألقى مدير عام دائرة المكتبة الوطنية الدكتور نضال العياصرة كلمة في مستهل الإحتفالية رحب فيها بالمشاركين والحضور، مشيراً إلى أن هذه الإحتفالية تأتي بالتزامن مع إحتفالات "المكتبة" بيوبيلها الذهبي.
وأستعرض نشأة "المكتبة في عهد المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال، منوهاً بأن المبنى الحالي لها تم إنشاؤه بتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني.