في لحظةيسمو فيها نداء الوطن، ويتجدد فيها قسم الولاء والانتماء، نقف بكل فخر واعتزاز نحيي رجال الأجهزة الأمنية الشجعان، الذين يسهرون على أمن الوطن وسلامته، ويتصدون بكل قوة لكل يد تمتد للعبث بأمن هذا الوطن. لقد أثبتت أجهزتنا الأمنية، بمختلف تشكيلاتها، قدرات مهنية عالية وكفاءة احترافية في كشف الخلايا الإرهابية وإحباط مخططاتها، وستبقى بعون الله السد المنيع في وجه كل من يحاول تهديد أمن الأردنيين واستقرارهم.
إننا إذ نرفع القبعات تقديرًا لتلك الجهود الجبارة، فإننا نجدد عهد الولاء والوفاء لهذا الوطن الأبي، ونعبر عن دعمنا المطلق لكافة التدابير والإجراءات التي تتخذها مؤسستنا العسكرية والأمنية لحفظ الأمن وحماية الاستقرار. نؤمن أن أمن الأردن ليس مسؤولية الأجهزة الأمنية فقط، بل هو مسؤوليتنا جميعًا، وهو خندقنا المقدس الذي لا نقبل أن يُمس أو يُخترق.
وفي ذات الوقت ، لا يمكننا أن ننسى الدور العظيم الذي تقوم به الدولة الأردنية، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، في الدفاع عن القضية الفلسطينية. لقد حمل الأردن هذه القضية في قلبه منذ فجر التاريخ، وقدّم في سبيلها الشهداء من الجيش العربي على ثرى فلسطين الطاهر، ليكتبوا بدمائهم الزكية صفحات المجد والشرف. و تؤكد الجهود المستمرة التي يبذلها جلالة الملك في المحافل الدولية لإبقاء فلسطين حاضرة دوما في كل مكان ، أن الأردن كان وسيبقى المدافع الأول عن القدس وعن الحقوق العادلة للشعب الفلسطيني.
وسنبقى نؤكد وقوفنا التام مع أشقائنا في غزة، ونشد على أياديهم، وندعم كل خطوة تتخذها الدولة الأردنية من أجل تعزيز صمودهم ورفض كل محاولات التطهير والتهجير.
و لأننا نؤمن بأن قوة الأردن وصموده تعني صمود فلسطين، وأن الجبهة الداخلية القوية هي الضامن الأول للمواقف الخارجية المشرفة، تتعاظم مسؤوليتنا تجاه الوطن وقيادته وأجهزته الأمنية، ويُنتظر منّا الكثير. فالوطن بحاجة إلى وعي كل مواطن، وتكاتف كل أسرة، ومشاركة حقيقية من كل فئات المجتمع ومؤسساته في الدفاع عن أمن هذا الوطن،فنحن اليوم احوج ما نكون إلى خطاب العقل ،وإلى التماسك المجتمعي والاصطفاف حلف قيادتنا الهاشمية التي تقود المسيرة وسط تحديات كبيرة.