يوم العَلَم الأردني، هذه الرمزية العظيمة تجسد سيادة منفردة بالصمود وسيرة عطاء ممتدة على أكتاف وسواعد سخت بأرواحها ودمائها لأردن عظيم يزاحم القمم مكانة و قدرًا،
ويسرد في خيوطه ودلالات ألوانه تاريخًا عروبيًا من البطولات والتضحية، وسيرة وطنٍ بُني بالعزم والإرادة.
إنه ليس مجرد راية تخفق بل هوية راسخة عنوانها انتماء وعطاء ومحفل كرامة نورثه للأجيال.
يأتي يوم العَلَم ليُجدد عهدنا على ثوابتنا الوطنية، ويسطر توقيعًا صريحًا بولاءات صدق ثابتة للوطن وقيادته الهاشمية المظفّرة وفارسها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، وولي عهده الأمين، سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، حفظهما الله.
لقد شكّل العَلَم الأردني عبر العقود راية للنصر والقيمة الثابتة في عشق أرض الاردن وسمائه حتى في أحلك الظروف، ورافق مسيرة بناء الدولة منذ التأسيس، وحمل مع كل رفعة له رسالة مفادها أن هذا الوطن لا ينكسر، ولا يعرف إلا الصعود، وهو حاضرٌ في قلوب الأردنيين و في مناسباتهم، وفي مدارسهم، في أفراحهم وأتراحهم، وفي كل ميدانٍ شهد على صدق فطرتهم وأخلاصهم.
ونحن في مديرية التربية والتعليم للواء الجامعة، نؤمن بأن دورنا لا يقتصر على التعليم فحسب، بل يتجاوز ذلك إلى ترسيخ القيم الوطنية، وتعزيز الهوية والانتماء لدى الطلبة، وتخريج أجيالٍ تحمل في وجدانها حب الوطن وتسعى بوعي وإبداع لبنائه. فالعلم، كما هو رمز للسيادة، هو أيضًا منارة للهُوية ورسالة عميقة عنوانها الإخلاص والوفاء.
إن أسمى ما نحققه أن يكون يوم العلم محطة تربوية وثقافية تتجدد فيها المعاني والقيم، لا من خلال الاحتفال فحسب، بل من خلال تعميق الوعي برمزية هذا العلم في حياة الأفراد والمجتمعات. فاحترام العلم ليس طقسًا عابرًا، بل مدخلٌ لتنشئة مواطن مدرك لمعنى الهوية، معتزّ بإرثه، ومؤمن بمسؤوليته وإرادته تجاه وطنه.
وما نغرسه في نفوس أبنائنا وبناتنا أن العلم ليس رمزًا جامدًا، بل هو تمثيل حي لكل ما نؤمن به من قيم: الاحترام، والعمل، والتفاني، والصدق.
إن الوقوف أمام العَلَم ليس مجرد أداء شكلي، بل سلوك تربوي عظيم و تعبير أخلاقي يجسد الإيمان بمستقبل الوطن ويقدر تاريخه.
ومن هنا، فإن دور مدارسنا التعليمي التربوي لا يقتصر على ترسيخ المعرفة، بل يمتد إلى صناعة الوعي الوطني المتوارث في كل جيل، و هو دعوة متأصلة للتأمل والعمل والبذل والعطاء، و هو موعد سنوي لنقف جميعًا، معلمين ومعلمات وطلبة وإداريين وإداريات، أمام رايتنا بكل تقدير وإجلال، مجددين العهد بأن نظل أوفياء لهذا الوطن، أوفياء لرموزه، عاملين من أجل رفعته وازدهاره.
نسأل الله أن يديم على أردننا العزيز أمنه واستقراره، وأن يبقى علمه عاليًا خفاقًا في كل المحافل، رمزًا للعزة والسيادة، ودليلًا على شعب لا يعرف إلا المجد والكرامة.