في السادس عشر من نيسان، يلتف الأردنيون حول علمهم، علم الأردن، الذي يحمل في طياته قصة تاريخ طويل من العزة والفخر. إنه ليس مجرد قطعة قماش ترفرف في السماء، بل هو رمز للوحدة والكرامة، للعزة والحرية. في هذا اليوم، يختلط الفرح بالحماس، وتغمر السعادة كل قلب أردني، لأن العلم ليس مجرد رمز، بل هو الحياة نفسها، هو التاريخ والحاضر والمستقبل.
"خافقٌ في المعالي والمُنى... عربيُّ الظلالِ والسنا في الذرى والأعالي فوق هام الرجال زاهياً أهيباً
في يوم العلم الأردني، تعود بي الذاكرة إلى طابور الصباح... إلى ذلك الصوت الجماعي الذي كان يصدح من قلوبنا قبل حناجرنا.
نشيد العلم لم يكن مجرد كلمات نرددها، بل كان وعدًا صغيرًا نُطلقه كل صباح بأن نحمل هذا الوطن في قلوبنا ونعلّي رايته في السماء.
نشيد يزرع الهيبة والعزّة في نفوسنا، ويُعلّمنا أن هذا العلم هو رمز الكرامة، والسيادة، والانتماء.
كلما سمعته، شعرت بطفولتي تلوّح لي من بعيد... بزهو الأيام المدرسية، ودفء الانتماء، وبراءة الحلم بوطنٍ نكبر معه ونفخر به.
اليوم نحتفل بالعلم، لكنه ليس مجرد قماشٍ وألوان، بل حكاية وطنٍ كتبتها الأجيال بدمها وعزمها وحبها...
فلنرفع علمنا عاليًا... ولتظل "عربيَّ الظلال والسنا" ترفرف في وجداننا قبل سمائنا.
ونستذكر دائماً أغنية"علّا علّا عَ علم بلادي علّا، وعلّا في العلالي" – كلمات أغنية عمر العبد اللات التي تلامس قلوبنا وتعبّر عن حبنا العميق لهذا الوطن الذي لا يعلى عليه. يوم العلم هو اليوم الذي نحتفل فيه بكل لحظة، بكل إنجاز، بكل تضحية قدمها أبناء الأردن ليظل هذا الوطن الغالي آمنًا ومستقرًا.
اليوم، وكل يوم، يقف الأردنيون خلف راية علمهم، يرفرف هذا العلم بأيدٍ مؤمنة بالوطن، في قلوبٍ لا تعرف إلا الحب والولاء. نغني ونرقص ونرفع الأعلام، وقلوبنا مليئة بالوعد على أن نكون دائمًا سُياجًا للوطن، لا نسمح لأي يد أن تعبث بأمنه، ولا لأي فكرة أن تزعزع استقراره.
الأردنيون في كل مكان يتغنون بحب وطنهم من خلال أغاني وطنية حية، تُسمع في الشوارع، في الاحتفالات، وفي اللقاءات العائلية. من أغاني تربينا عليها والجميع تغنى بها التي تُلهب المشاعر وتغني الأرواح. هذه الأغاني ليست مجرد ألحان، بل هي تنبض في عروق كل أردني، تعبيرًا عن الفخر والعزة، عن حب الأرض والناس والقيادة.
لذلك، عندما ترفرف الأعلام في السماء، وتغني الحناجر: "علّا علّا عَ علم بلادي علّا"، نعلم أن هذا اليوم هو أكثر من مجرد احتفال؛ هو تجديد للوعد، وللحب، وللتضحية. هو احتفال بالجميع، بكل أردني، بكل فرد في هذا الوطن الذي يعشق تراب الأرض وراية العلم، بكل شاب وشابة يرون في علمهم ليس مجرد رمزية، بل جزءًا لا يتجزأ من هويتهم.
إذن، في يوم العلم، نحن نرفع رؤوسنا بأعلى، نغني معًا، ونتذكر دائمًا أن الأردن هو الوطن الذي لن يكون له مثيل، وأن علمه سيبقى في العلالي.